عامر مؤيد
منذ الدورة الاولى لمعرض العراق الدولي للكتاب، حرصت مؤسسة المدى على اختيار من يحمل “اسم” المعرض، فكانت خطتها هو الاحتفاء بالرموز الوطنية في ميدان الادب والثقافة، مرورا بالتضامن مع قضايا الشعوب كما يحدث في الدورة الحالية التي حملت اسم لبنان وما حصل مع فلسطين في الدورة السابقة.
في الدورة الاولى، كان الشاعر مظفر النواب هو من يحمل اسم معرض الكتاب، حيث كانت صوره تغطي بوابة القاعة الرئيسة وتم الاحتفاء به ليس باعلانه حاملاً للامس فحسب بل عبر الندوات التي اقيمت طيلة ايام المعرض حيث تمت مناقشة النواب في الكثير من الجوانب الادبية والوطنية والشخصية.
بعد النواب جاء الدور على الروائي غائب طعمة فرمان وروايته الخالدة “النخلة والجيران”، حيث كان تصميم القاعات، حاملا لاسماء الدول المشاركة يتقابلون ببوابتهم امام نخلة، فطُبق الشعار على تصميم الدورة الثانية.
لم يكن الاحتفاء بفرمان، يقتصر على جانب تنفيذ روايته على شكل “ديكور” بل كان هناك حديث كثير عنه وما انجزه في عالم الادب بشكل عام من خلال ندوات استمرت طيلة ايام انعقاد الدورة الثانية.
اما الدورة الثالثة، فحملت اسم المفكر هادي العلوي الذي أثرى المكتبة العراقية والمحلية بالعديد من الكتب الفلسفية والتي حملت في طيات اوراقها افكارا تأثر بها اشخاص من اجيال مختلفة.
النقاشات في دورة “العلوي” كانت عميقة جدا، حيث تم الحديث في الندوات التي اعدت حوله عن كل الجوانب التي رافقت حياة العلوي سواء على المستوى الشخصي او الادبي.
بعدما تم الاحتفاء بشخصيات كان لها أثرها في الثقافة العراقية، ساءت الاوضاع في فلسطين الحبيبة بعد الحرب التي شنت على قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني، فكانت اشجار الزيتون ورمز “حنظلة” يتواجدان في باحة المعرض وعلى المصلقات الرئيسة في المعرض.
التضامن مع فلسطين لم يكن شكليا، بل كانت هناك رسائل أطلقت من معرض العراق للكتاب، كما ان ايام المعرض لم يخل منها اي يوم من اسم فلسطين، فكان الحديث على مسرح الندوات.
اليوم ومع افتتاح النسخة الخامسة لمعرض العراق للكتاب، كانت الامال بأن تقف الحروب وتعيش الشعوب بسلام، لكن الحرب بعد فلسطين شملت لبنان.
في هذه النسخة ستكون لبنان حاضرة في كل شيء، بدءا من المدخل الرئيس لقاعة المعرض والذي تنبره فيروز التي احتفلت بعامها التسعين قبل ايام، مرورا بالندوات التي ستناقش الكثير والكثير عن لبنان، اضافة الى وجود ضيوف لبنانيين سيكون لهم حديث رئيس في ايام المعرض.