0%

منبر العقل يختتم جلسات “العنف والمقدس” في معرض العراق الدولي للكتاب

بسام عبد الرزاق
تصوير : محمود  رؤوف

اختتم منبر العقل التابع للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، آخر جلساته في معرض العراق الدولي للكتاب، بجلسة تناولت “العنف بوصفه نسقًا” واستعرض خلالها مفهوم المقدس وربطه بجوانب عدة، وما هي اخلاقيات العنف المقدس والتوظيف للعنف المقدس والعنف بوصفه نظاما.

شارك في الجلسة الأساتذة، د.أنفال جاسم ود.لؤي خزعل ود.عقيل حبيب، فيما ادارها د. كمال الخيلاني.

في مستهل الجلسة ذكر د.عقيل حبيب بعض الملاحظات من خلال بعدها النفسي، بالارتباط مع المقدس والعنف، مشيرا الى انه “من خلال عملي الفعلي ودراسة الماجستير والدكتوراه اشتغلت على عينات وصلت الى 200 شخص مدان بالارهاب، واخترنا عينة من ثلاث حالات للعمل عليها كعينة اكلينيكية (علم النفس السريري) ومن خلال المتابعة وجدت انه لم يتم التأصيل لموضوعة العنف، سواء من ناحية العلوم الانسانية ولا من ناحية علم النفس”.

واضاف انه “من ناحية العلوم الاجتماعية لم يختص علم من العلوم بظاهرة العنف وهي ظاهرة انسانية وتأريخية قديمة، فالعنف والارهاب بعد 2003 غيّر طريقة تفكير العالم الثقافية والمعرفية، وفي علم النفس حين حاولنا دراسة ظاهرة الارهاب والعنف وجدنا علم النفس الجنائي فقط، وهو لم يختص بالارهاب”.

وقدم حبيب من خلال مداخلته تحليلا لخطاب زعيم التنظيم الارهابي “داعش” ابو بكر البغدادي الذي القاه في جامع النوري الكبير وما تضمنه من اشارات لها جذور سايكولوجية تدخل في ثقافتنا والبنى الرمزية التي تعلمنا عليها في نشأتنا الاجتماعية.

من جهته قال د.انفال جاسم ان “مصطلح المقدس يدخل في لعبة لغوية، بحسب المستعملين، هناك من يستعمله بطريقة عفوية وهو الانسان البسيط، وهناك من يستعمله بابعاد علمية وبعضها ايديلوجية وينظر الى المقدس كموضوع، اما الانسان البسيط ينظر اليه كحالة يعيشها”، مبينا ان “العالم والمنظر واحيانا المؤدلج ينظر الى هذا الموضوع على انه دراسة، فعالم الاجتماع ينظر الى المقدس كحالة للدراسة وعندما يدرسها يكون خارج منظور المقدس وينظر له بعلاقات مقيدة بحالة المقدس الدين، والامر الآخر ينظر له كمرحلة من مراحل تطور العقل البشري، وهذ الرؤية قد تساهم بزيادة العنف عند الجهة الاخرى والذين هم عامة الناس”.

واشار الى ان “المقدس ليس بالضرورة ان يكون دينيا، فهو كل ما يمدك بالطاقة ويجعلك تشعر بقوة، واذا كان هذا المقدس متعددا سيقوم بتقليل العنف”.

د.لؤي خزعل قال ان “ربط واحالة العنف المقدس يصبح تعسفيا اذا توجه للدين، واعتقد انه ربط تعسفي وهو يحيل الى الذهنية الشعبية ان العنف مرتبط بالجانب الديني مع كون العنف ممارسة بشرية اجتماعية قد توظف مقولات دينية او غير دينية”.

وبين انه “انا اميل الى التعريف القائل، ان الدين مذهب للفكر والعقل تشترك فيه جماعة معينة ويوفر ويقدم اطارا للتوجه والفلسفة وموضوع للعبادة والتقديس والاخلاص، وهو قد يكون الها او فلسفة او قائد او قد تكون الذات”، مشيرا الى ان “العنف هو كل عنف مقدس، يكتسب قداسته تارة من قداسة الاله او الدولة او الايديولوجيا او الذات، ويجب ان نفكك هذا الترابط”.

وتابع بان “مفهوم العنف الرمزي يقول ان المجتمع بحد ذاته هو فضاء تمايز وتفاوتات في القوى، وللمحافظة على هذه التفاوتات يأتي تأسيس للعنف، ونعمل على ايجاد منظومة قيمية بحيث نحن نفكر من داخل هذه المنظومة لنديم هذه الهيمنات والتوترات، وهذا يأتي من قضية اعمق، والتي هي النزعة التدميرية، حيث ان الطبيعة البشرية ليست كما كان سائدا، الانسان فيها اما خير او شرير، فالانسان هو عبارة عن امكانية فيها قابلية لان تكون خيرة او شريرة بحسب مرجحات معينة موجودة في البيئة الاجتماعية والسياسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top