0%

ملف “العمارة العراقية الحديثة والتشوه البصري” يفتح في معرض الكتاب

بسام عبد الرزاق
تصوير: وسام العقيلي

اقيمت في خيمة الندوات ضمن فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب، ندوة “العمارة العراقية الحديثة والتشوه البصري”، حاضر فيها الاساتذة ميسون الدملوجي ود.معتز عناد غزوان ود.بلال سمير، فيما ادارها د.محمد الصوفي.

وفي مستهل الندوة ذكرت السيدة ميسون الدملوجي ان “القوانين العراقية لا تختلف عن القوانين في بريطانيا، بل على العكس، هي مبنية على القوانين البريطانية في اصلها، لكن المشكلة في التطبيق، هناك مشكلة تتمثل بعلاقة المجتمع مع الابنية التراثية ومع الابنية الحديثة وما نراه اليوم من تشوهات”، مبينة ان “المبنى الذي تحافظ عليه لابد ان تكون لك علاقة به، ورغبة بان تحافظ على هذا المبنى، وان لا يكون عضوا جامدا في المدينة، وانما حيويا في استخدامه، وهذا الامر غير موجود، والذي يمتلك مبنى تراثيا يشعر بانه عبء عليه ويحاول ان يتخلص منه بأية وسيلة ليصبح مبنى ذي فائدة مادية”.

واضافت الدملوجي، ان “القيمة الجمالية في بالعمل ليست العنصر الوحيد الذي يحتاج الى صيانته، هناك نسيج متكامل يعكس اسلوب وطراز حياة في فترة معينة علينا ان نحافظ عليه، وما يحدث احيانا اننا نحافظ على بيت واحد والشارع والدربونة كلها مهدمة، فالمبنى لا يعني شيئا بمعزل عن الاطار الذي يحيطه”.

ولفتت الى ان “ما نراه من تشويهات (الايكوبوند وغيره) يعكس المجتمع نفسه، وان يقبل النظر الى هكذا تشوهات، فالعمارة قضية اخلاقية، فلا يمكن ان نعمل بناء على ارض مساحتها 100 متر وتكون فيها اعمدة ومرمر وكأنها البيت الابيض، وهذا الامر يحدث كل يوم في ارقى مناطق بغداد والمناطق الشعبية ايضا”، مشيرة الى ان “المعمار يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الامر، ففي اكثر الاحيان الزبون يعتمد على المعمار ويستمع لمشورته”.

من جانبه تحدث د. بلال سمير، وهو صاحب مدونة مختصة بالعمارة، انه “بداية ادراك ان جهدنا المعماري البحثي هو منفصل عن المجتمع، كانت لي محاولة ان اعبر عن مواضيع قد لا يتقبلها البحث العلمي، ومنها ذكرياتي الشخصية وزياراتي لمواقع بالمدينة، ولم اجد مكانا للنشر فيه، وجاءت فكرة انشاء مدونة وبدأت اكتب تجاربي حتى في مرحلة بحث الدكتوراه، واكتشفت علاقات بين نص معماري اقرأ عنه في كتاب مع مشاهدة فيلم سينمائي مع زيارة لمبنى عراقي، فصارت عندي قصص كل واحدة تهتم بشيء معين، وحاولت ان تكون قريبة من الناس ولغتها بسيطة”.

وقال انه توقع “ان تكون المدونة اقرب للمتلقين من غير المختصين”.

بدوره قال د.معتز عناد انه “عندما زار الدكتور محمد مكية بغداد في عام 2005 كان منصدما جدا بما شاهده، وحضرت اللقاء الذي حدث في كلية الهندسة آنذاك، وقال فيه (افتقد سومرية الوطن)، وهذا مصطلح الاصالة، كون السومرية اول حضارة في بلاد الرافدين، فهو يقول بغداد تشوهت، وتحدث بلغة معمارية بان شرايين المدينة اصبحت عشوائيات”.

واضاف ان “هناك هذا الاستخدام الخاطئ لهذا التغليف الذي اطلق عليه الدكتور قحطان المدفعي بانه فضلات الحضارة الغربية (الايكوبوند)، وقال لي انه حين سار على الخط السريع بالقرب من وزارة المالية اغمض عينيه كي لا يرى المبنى الذي انشأه هو”، لافتا الى انه “نحن نتعامل مع العمارة كنص بصري قابل للتأويل والتفسير ودراسة الحيز المكاني”.

وأكمل بان “الاعلانات الحالية في الشوارع تشوه المكان وتشوه العمارة، بغداد كانت مطمعا لكل المعماريين العالميين، لدينا ميراث كبير من العمارة ونحن غير مستفيدين منه بسبب العشوائية وعدم الدراسة والاهمال، ولا اضع المسؤولية فقط على الجانب الحكومي انما الانسان العراقي لديه مسؤولية ويجب ان يحافظ على هذه الممتلكات وننمي الذائقة الفنية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top