بغداد/ بكر نجم الدين
عدسة/ محمود رؤوف
على أرض معرض العراق الدولي للكتاب أقيمت الندوة الخاصة بالدراسات النسوية، وبحضور الناقدة العراقية ضيفة الندوة نادية هنّاوي، وعدد من النشطاء والصحفيين والشخصيات المهتمة بالشأن النسوي.
رحبت المقدمة د. زاوية الشاعر بالحضور وبدأت الجلسة النقدية بسؤال مباشر للضيفة: كيف تجدين الفكر النسوي؟
تجيب هنّاوي: “الحديث عن الفكر النسوي يبدو للبعض طبيعياً ومعتاداً، فنحن نؤكد بشكل يومي على حق المرأة ودورها في المجتمع، وهذا الطرح موجود منذُ بدايات القرن العشرين، إذ ظهرت بوادر حركة نسوية تنويرية هدفت إلى ايصال صوت المرأة وتثبيت وجودها، وركزت على التهميش والاضطهاد الذي تعانيه، وشاركها الرجال من خلال بعض الكتّاب الذين يمتلكون رؤية متقدمة للمرأة أمثال قاسم أمين وغيرهم، وتضيف هنّاوي أن البحث عن النسوية كفلسفة وفكر، والتعامل معها كتطلعات ، ينبغي أن يعتمد على زرع الوعي قبل البدء بالمطالب المشروعة، وهذه هي المسألة الجوهرية الحقيقية، فالحركة النسوية هي التي تطالب بها النساء، بينما الفكر النسوي يقع ضمن مطالب كلا الجنسين.
لتعود مقدمة الندوة وتوجه سؤالا آخر للضيفة: كيف تجدين الفرق بين الفكر النسوي العربي والفكر النسوي الغربي؟
تؤكد هنّاوي “أن الفارق كبير، فالفكر النسوي العربي يقتصر على المجاملات ويبقى في إطار المظاهر الإعلامية والترويجية البرّاقة، وإن أي محاولة للتطبيق على أرض الواقع تقابلها الهيمنة الذكورية، وبالتالي يُسحب البساط من تحت أقدام المرأة، بينما الفكر النسوي الغربي يختلف تماماً، فالفكر النسوي الغربي تميز بتركيزهِ على البعد الفكري دون أن يقف على مسائل المطالب والحقوق، إضافة إلى وجود المراكز البحثية النسوية والتي تفتقدها البلدان العربية.
تبيّن مقدمة الندوة أن المرأة الآن لها حرية وبصمة وحضور، ومتواجدة في السلطة والواقع السياسي، وتوجه سؤالا للضيفة عن اختلاف ذلك، مع المشروع النسوي الذي تحملهُ الناقدة؟
ترد هنّاوي: “كل الأعمال والأدوار التي مارستها المرأة كانت تحت وصاية الرجل، فلا تحصل المرأة على مقدار من الحرية تستطيع من خلالهِ إثبات ثقتها وقدرتها على انجاز العمل بالطاقة الخاصة والمستقلة عن الرجل”.
لينتقل الحديث إلى جانب آخر من الموضوع، وهو مدى تفاؤل الضيفة تجاة القضية النسوية برغم الظروف والعوائق المختلفة التي تواجهها؟
تقول هنّاوي: “أزمة كورونا وما تبعتها من ظروف الحجر المنزلي، زادت من اقبال الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفعني لإنشاء صفحة مختصة بالمرأة أسميتها (منبر المرأة الثقافي) نشرت من خلالها محاضرات حول المواضيع والقضايا المتعلقة بالمرأة والثقافة النسوية الغائبة عن ميدان الحديث”، مبينةً أن الصفحة بدأت بعددٍ قليل من المتابعين، ثم ازدادت الأعداد بشكل واضح، وهذا يدل على تقبل الأفكار وتبنيها من قبل الجمهور المتلقي، مشيرةً إلى أن الجائحة العالمية التي أضرت بالناس وباعدت بينهم جسدياً، اسهمت في تقارب الأفكار وايصالها عبر وسائل التواصل الافتراضية، مما زاد الأمل والتفاؤل لدى المهتمين بالشأن النسوي.
وتختم المقدمة ندوتها برسالة مرئية وجهتها إلى المرأة العراقية باسم النساء الاكاديميات قائلة: “كوني أكثر جمالاً من خلال وعيكِ، ومن خلال تنمية أفكاركِ، ومن خلال الاختلاط بأناس يستطيعون نقل الواقع لكِ بشكلٍ أحدث وأجمل، كوني أكثر حضوراً وأكثر ابداعاً، فأنتِ أمرأة رائعة وقوية”.