عامر مؤيد
بكل تأكيد، يبحث اصحاب دور النشر المشاركة في معارض الكتاب الدولي، عن أحدث السبل التي تتيح لهم بيع نسبة أكبر من الكتب التي يعرضونها.
ربما يتفق كثيرون من الناشرين والكُتاب وأصحاب القرار إن الغلاف يعد من اهم ادوات التسويق وإن الصورة تلعب دورا في إبهار الذاكرة البصرية لدى القراء، وهي سبباً في جذبهم لاقتناء الكتاب.
في هذه المادة سنطرح سؤالا عن صناعة الاغلفة وهل أصبح هذا الامر اداة تسويقية، اذا ما علمنا ان الغلاف يعتبر من اهم عناصر جذب وتشويق القراء، ولكن الاهم كيف يمكن للمصمم ان يربط العناوين والافكار عبرة هوية بصرية.
يرى عدد من ناشري معرض العراق الدولي للكتاب ان المبيعات ترتبط بنسبة 40% في شكل الكتاب الخارجي وثمة حرصاً تبديه دور النشر في أختيار أغلفة كتبها، بل تعطيها حيزاً مهماً من وقتها وعنايتها.
بلال محسن مدير دار سطور يؤكد لـ(ملحق المدى)؛ “يشكل الغلاف نتَاجا فنياً لكنه منتج تسويقي للكتاب أيضا وهو يؤثر بزيادة القاعدة الجماهيرية التي يجذبها للكتاب ويصنع فرصة لرواجه، وأحياناً يحدث العكس أن يحد الغلاف من مبيعات الكتاب، لأنه لا يتناسب مع الذوق العام الذي يفرض هيمنته”.
ويعتقد أحمد عبد القادر مدير مبيعات دار المتوسط – الايطالية – في العراق “ان قيمة الكتاب الجمالية المميزة، مرتبطه بشكله ونوع الورق ولونها وترتبط أيضا بالاخراج والتصميم ويشدد الكتاب على بمراعاة هذه الشروط”.
يضيف عبد القادر لـ(ملحق المدى)، “قد تثير مسألة اختيار اغلفة الكتب اشكاليات في الترويج للكتاب كأن يؤثر سوء اختياره سلبا في عملية رواجه حين يكون التشكيل الفني فيه بائسًا، أو أن يكون الغلاف في واد ومضمونه في واد آخر، أو أن يكون الغلاف مسروقًا.” ويضيف”أعتقد أن غلاف الكتاب بمحتوياته كلها هو جواز السفر الحقيقي له، وعتبة مهمة لتسويقه ونقده”. فيما يرى زيد رائد – أحد المتواجدين في المعرض انه “سرعان ما فرضت ثقافة الصورة هيمنتها سارعت بعض دور النّشر في الاهتمام بالقيم الجمالية بغض النظر عن المحتوى الثقافي والاجتماعي التي تبثهُ هذه النتاجات لاسيما في ظل الشكل الحداثوي الذي يعيشيه الواقع الثقافي، الذي يُغيب المضمون وعمق الفكرة ويتجه بسرعة البرق الى الشكل الخارجي”.
ويؤكد ان “بعض العناوين تصدرت سوق الكتب وبعضها أنضمت للقائمة الاكثر مبيعاً لأنها تناسب المزاج العام السائد في زمن التكنولوجيا والثقافة الالكترونية والبصرية”.
في حين يرى أخرون إننا نواجه جماهير تميز الجودة من الرداءة وثمة نّضج فكريّ نخبوي يؤسِّس لخطاب فعّال وإيجابيّ يميِّز الجودة من الرّداءة، ويكون له ردّة فعل من دون أي مساس بمكوِّناته المؤسِّسة للبنية الفكريّة لكننا بحاجة لدور نشر تستوفي الشروط الثقافية والفكرية الباحث أحمد مهدي يبين “”نحن اليوم في مواجهة مع جمهور ذكي قادر على التمييز بين الجودة من الرداءة وثمة نّضج فكريّ في أختيار عناوين الكتب ومضامينها ومعرفة كُتابها، الجمهور في ظل العصر التكنولوجي السريع قادرُ على مواكبة فهم لعبة معادلة التسويق وتمييز النفس التجاري في إصدار الكتب والترويج لها في وسائل الاعلام المختلفة.. يبقى الامر غير مطلقا، فهناك استثناءات بطبيعة الحال”.