0%

ماذا قال زوار معرض العراق الدولي للكتاب عن شعار “من قلبي حروفٌ لبيروت”؟

تبارك عبد المجيد

في أجواء امتزجت بالثقافة والتضامن، استقبل معرض العراق الدولي للكتاب هذا العام جمهوره بشعار مؤثر: “من قلبي حروف لبيروت”، في دلالة واضحة على عمق العلاقة الإنسانية والثقافية بين بغداد وبيروت. المعرض الذي اعتاد أن يكون حدثاً أدبياً وثقافياً بارزاً، أصبح هذا العام منصة للتعبير عن المحبة والتآزر مع العاصمة اللبنانية التي تمثل أيقونة الإبداع العربي، ووجهة للكتاب والمثقفين.

أصداء الحضور.. بين التقدير والإعجاب

على مدى أيام المعرض، التقى الزوار بمزيج من العناوين الأدبية والفكرية التي خاطبت ذائقة مختلف الفئات العمرية والثقافية. الجميع كانوا على موعد مع أروقة تنبض بالحياة، وندوات تُبحر في مواضيع الأدب والفكر والسياسة، وزوايا تفيض بعبق بيروت وتراثها العريق.

وفي جولة لمراسلنا داخل المعرض، كانت هناك فرصة للقاء بعض الحاضرين الذين عبّروا عن آرائهم وانطباعاتهم حول هذه النسخة المميزة.

سارة كريم وهي طالبة جامعية، قالت بنبرة ملؤها الحماسة:

“المعرض هذا العام تجاوز توقعاتي. لم أجد فقط الروايات الحديثة والكتب العلمية التي أبحث عنها، بل شعرت بروحٍ إنسانية خاصة في الزوايا المخصصة لبيروت. كانت هناك كتب وصور وندوات جعلتنا نشعر بعمق المحبة بين الشعبين العراقي واللبناني. الكتاب أثبت حقاً أنه لغة موحدة للقلوب”.

علي الجبوري ذكر بصوت هادئ وتحليل دقيق: “شعار المعرض ‘من قلبي حروف لبيروت’ لم يكن مجرد كلمات، بل رسالة حقيقية. الندوات التي حضرتها ركزت على التراث المشترك بين العراق ولبنان، وأكدت كيف يمكن للثقافة أن تكون جسر تواصل بين الشعوب. كانت خطوة رائعة تسلط الضوء على دور الكتاب في تعزيز العلاقات الإنسانية”.

وأضاف: “ما رأيته هنا هو أكثر من معرض كتاب، إنه تعبير عن التضامن الإنساني العابر للحدود. المبادرات الثقافية مثل هذه تثبت أن الثقافة ليست مجرد كلمات على الورق، بل هي فعل إنساني نبيل”.

اما فاطمة طالبة دراسات عليا، علقت بابتسامة تعكس إعجابها بالتجربة: “المعرض هذا العام كان مختلفاً بشكل واضح. كان هناك تركيز كبير على الأدب والشعر، مع ورش عمل مكثفة ناقشت تأثير بيروت في الأدب العربي. كان من الجميل جداً أن أرى بغداد تستضيف بيروت بشكل لا مثيل له، وتتيح لنا أن نرى دور هذه المدينة الرائعة في الحركة الأدبية”.

إيمان العزاوي التي كانت تتجول برفقة عائلتها، علقت باعتزاز واضح، قالت: “المعرض هذا العام كان أكثر من مجرد حدث ثقافي؛ لقد كان رسالة. تخصيصه لبيروت يعكس الروح العراقية الحقيقية في التضامن مع الأشقاء. الكتاب هو وسيلة للتعبير عن المحبة والسلام، وهذا ما رأيناه بوضوح هنا”.

اما محمد الذي كان على وشك المغادرة قال “إضافة إلى الحضور الكبير والمميز هذا العام، كان هناك تعاون مثمر بين دور النشر العراقية واللبنانية. مبادرة التضامن مع بيروت أضافت بُعداً إنسانياً ومعنوياً لهذه الفعالية، مما عزز روح التعاون الثقافي بين البلدين”.

وأضاف: “بيروت، التي مرت بأزمات عديدة، حضرت هنا في بغداد كرمز للصمود والثقافة والإبداع. كانت الزوايا المخصصة لها بمثابة مساحة احتفاء بتاريخها وإرثها الأدبي، وتجسيداً للعلاقة التي تربط بين الشعبين”.

كانت تعليقات الزوار تشير إلى أن معرض العراق الدولي للكتاب هذا العام لم يكن مجرد منصة لعرض الكتب، بل كان احتفاءً بالثقافة كوسيلة للتواصل الإنساني. الشعار “من قلبي حروف لبيروت” لم يكن فقط رمزاً، بل كان تعبيراً واقعياً عن الروابط الثقافية المتينة التي تجمع العراق ولبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top