خاص- بغداد
ضمن منهاج الدورة الخامسة لمعرض العراق الدولي للكتاب، شهد اليوم الخامس من المعرض انعقاد ندوة بعنوان “مئوية كافكا”، بمشاركة نخبة من الأدباء والنقاد: د. جنان محمد، أ. إياد الزبيدي، ود. بهاء محمد عدوان، وأدارت الجلسة أ. منى مرعي.
كافكا فنان النص والصورة
افتتحت د. جنان محمد حديثها بالتأكيد على أهمية كافكا بوصفه شخصية أدبية مؤثرة قائلة: “كافكا لم يكن كاتبًا فحسب، بل إنسانًا واعيًا بالوجود الإنساني. عمل على تطوير الأساليب الفنية ودمج النص والصورة، أو كما يمكن القول، حاول تعشيق العنصرين”.
وأشارت إلى أن الحب في حياة كافكا لم يبرز كثيرًا في رواياته وقصصه، بل تجلى في رسائله، مما يعكس تأثره بقضية الوجود الإنساني التي غلفت حياته. وأضافت: “أي نص من نصوص كافكا يحمل في طياته تعبيرًا فنيًا وأدبيًا، وقد استند في أعماله إلى الرسم، ما جعل الصورة حاضرة بقوة. أعماله غالبًا ما تصنف بالسوريالية، حتى وإن لم يكن كاتبًا سورياليًا بالمعنى الحرفي”.
البيئة والتعبيرية في أعمال كافكا
تحدث د. بهاء محمد عدوان عن انعكاس البيئة على أدب كافكا قائلاً: “لا يمكن فصل الأديب عن البيئة التي يعيشها. كافكا عاش في بداية القرن العشرين، مع بزوغ الحركة التعبيرية التي انعكست على معظم أعماله. النص لديه يحمل دائمًا مدلولًا بصريًا؛ إنه صورة يمكن رسمها”.
وأشار إلى أن الأدب الألماني يمثل امتدادًا متسلسلًا، وأن كافكا استمد من هذا الإرث لتحويل سيرته الذاتية إلى نصوص أدبية. وأضاف: “كافكا ليس كاتبًا سوداويًا بالكامل؛ هناك جوانب مضيئة في حياته. رغم بساطة أدواته الأدبية، فإن تأثيرها كبير، لدرجة أن أعماله ستظل في الذاكرة حتى لو أُحرقت”.
كافكا بين الأدب والتشكيل
أما أ. إياد الزبيدي، فسلط الضوء على تأثير كافكا في مختلف المحاور الأدبية، موضحًا: “كافكا أثر بعمق في الأدب العالمي. وصفه ماركيز ذات مرة قائلًا: “عندما قرأت السطر الأول من رواية التحول، سقطت من فراشي‘. بالنسبة لي كفنان تشكيلي، وجدت أن كافكا ليس سوداويًا، بل هو شخص يبحث عن المعنى الإنساني”.
وأشار الزبيدي إلى أهمية عدم الترجمة الحرفية لأعمال كافكا، مشيرًا إلى الجدلية بين ترجمة روايته بعنواني “المسخ” و*”التحول”*. ولفت إلى أن التنافذية بين النص والصورة تمثل قراءة جديدة للعمل الأدبي، مضيفًا:
“التجريب بين الصورة الشعرية والتشكيلية ينتج شيئًا جديدًا، يمنح العمل الأدبي والفني أبعادًا مبتكرة”.