0%

كيف يستعيد الكتاب جمهوره في العراق والعالم العربي؟

حارث رسمي الهيتي
تصوير: وسام العقيلي

عن استعادة مكانة الكتاب عند جمهوره في العالم العربي عموماً والعراق خصوصاً، ضيفت قاعة الندوات الدكتور فارس حرام والاستاذ محمد غازي الاخرس، الندوة التي أدارها الروائي خضير فليح الزيدي تناولت هذا الموضوع المهم من عدة جوانب بمشاركة الجمهور في القاعة.

محمد غازي الأخرس تحدث عن انواع الكتب حيث قال “ان هناك كتب تؤلف اكاديميا وجمهورها واضح وهو الجمهور الاكاديمي والمثقف والنخبوي، وهناك كتب ليست اكاديمية مثل المقالات والروايات والكتب الادبية وهذه جمهورها خاص، تجربتي بدأت بالشعر اصدرت اول مجموعة مستنسخة وهي مجموعة بحجم اليد ونصنعها بطريقة بدائية ونوزعها على 50 صديق مثلاً ونعتبر انفسنا اننا وزعنا كتابا وهذا ما اسميته لاحقاً بأنه وهم كتاب، لكن بالمرحلة التالية بدأت مرحلة تأليف الكتب وطباعتها الطباعة الطبيعية، والحقيقة ليس هناك اي معيار نعرف من خلاله كيف سيحقق هذا الكتاب او ذاك نجاحه، كثير من الاحيان الكتاب يؤلفون كتاباً وهم في ذهنهم انه سينجح ولكن بالحقيقة يكتشفون ان قراءه قليلون”.

ويضيف الأخرس “نجاح كتاب ما في موضوع ما متعلق بمزاج الجمهور في لحظة تاريخية معينة، فمثلاً عندما طبعت كتابي الاول خريف المثقف فوجئت بنجاحه بتلك الطريقة، وهو نجاح كان واضحا وقُرئ الكتاب على نطاق واسع لأنه طُرح في لحظة مناسبة والكتاب يناقش افكار كيف تعاملت الثقافة العراقية منذ 1990 الى 2008، كانت هذه المرحلة تهم القارئ لذا قرئ بشكل جيد، كتابي في سيرة العنف الثقافي وهو كتاب اكاديمي وكلفني جهداً كبيراً لم ينجح مثل السابق”.

فارس حرام كانت مداخلته عن الكتاب الورقي والمستنسخ أو المصور الكترونياً يقول “ان مشكلة الكتاب في مجتمعنا مشكلة معقدة تتجاوز الكتاب الالكتروني (pdf) ويمكن اعتبارها واختصارها في انها ازمة في تطبيق التشريعات المتعلقة بحقوق النشر والتأليف، لأنه البلدان التي تحترم قوانين النشر يوجد فيها تحديد كبير لهذه الظاهرة، وهنالك في الدول الغربية غالباً تكون هنالك عقوبات مشددة لتداول الكتاب بهذه الطريقة، والتنوع في القراءة ايضاً وما ان توجد في مجتمعات يزيد فيها هذا الجمهور تزيد فيها فرص صناعة المستقبل لأنها مجتمعات معرفية، قبل سنة ظهر مؤشر المعرفة في العالم وظهر فيه ان دولة الامارات العربية رقم 1 على مستوى العالم العربي ورقم 11 على المستوى العالمي، العراق غير موجود اصلاً في قائمة 2020 من مجموع 150 دولة موجودة على قائمة المعرفة”.

ويضيف حرام “لدينا ازمة في قراءة الكتاب ولدينا ازمة في جمهور القراءة والذي صنع هذه الازمة ليس الحروب والحصارات كما يشار عادةً في عملية اخلاء ذمة الحكومات المتتابعة على العراق منذ لحظة تأسيسه ولغاية اللحظة، وبالذات منذ لحظة صدام حسين الى الآن، هنالك عملية تجهيل مقصودة ومنظمة مورست على المجتمع لكي يتنكر للتنوع الثقافي، كان يراد للمجتمع العراقي ان يكون فيه نمط واحد للقراءة والتفكير ثم جاءت الحكومات التي تبعت حكومة صدام حسين لم تقم بإجراءات تعيد تشكيل هذا الجمهور وواحد من اهم هذه الاجراءات هو اصلاح قطاع التربية والتعليم، انظروا الى كتب التاريخ والاسلامية وكتب تعليم اللغة العربية، وهي كتب تنفر الطفل من اللغة العربية والنحو، ففيها الكثير من المفردات التي تسمى بالمفردات الوحشية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top