0%

كيف شكل أول كتاب عالمنا الداخلي؟.. ذكريات الكتاب الاول

تبارك عبد المجيد
عدسة: محمود رؤوف
في معرض الكتاب، التقطنا تجارب زوار مختلفة حول أول كتاب قرأوه في حياتهم. قصصهم تنوعت بين الطفولة والجامعة والاهتمامات النفسية، لكن جميعها تحمل نفس الدفء والأثر العميق الذي تركه الكتاب الأول في مسيرة كل منهم مع القراءة والمعرفة.
تستعيد زينة، الطالبة الجامعية، ذكرياتها مع أول كتاب قرأته في حياتها الجامعية الجدية، وتعتبره لحظة فارقة في علاقتها مع القراءة. تقول إن بدايتها كانت مع كتاب منزلة العقل البشري لعالم الاجتماع العراقي علي الوردي؛ كتاب لم تكن تتوقع أن يترك فيها هذا الأثر العميق.
توضح زينة أن اختيارها للكتاب لم يأتِ عبر توصية، بل بدافع من فضولها تجاه علم الاجتماع، ذلك الحقل الذي لم تقترب منه من قبل. وتقول: «كان علم الاجتماع شيئ جديد بالنسبة لي… أردت أن أفهم المجتمع بشكل أعمق، والكتاب قدّم لي مزيج من النقد الاجتماعي مع لمسات فلسفية «.
وتشير إلى أن تجربتها مع الكتاب كانت حديثة نسبيًا؛ فقد قرأته قبل نحو شهر ونصف، إلا أن أثره بقي حاضرا، وأصبح كما تصفه «البوابة التي عرّفتني على نوع جديد من المعرفة، وأول خطوة في فهم المجتمع بطريقة مختلف، بالرغم من اختلافي مع جوانب كثيرة مع الكاتب».
تستعيد هدى علي أولى ذكرياتها مع الكتب، وتصفها بأنها من أجمل مشاهد الطفولة التي بقيت راسخة في ذهنها رغم مرور السنين. تقول إن أول كتاب قرئ لها في حياتها كان كتابا بعنوان «كليلا ودمنا» وهو كتاب قديم بطبعة زرقاء يغلب عليها طابع الزمن، وترافقه رسومات قديمة كانت تبدو لها مخيفة أحيانا، لكنها في الوقت نفسه «جميلة وخيالية»، على حد قولها.
وتسترجع هدى تلك الأيام حين كان والدها يجمعهم كل ليلة قبل النوم ليقرأ لهم من ذلك الكتاب. تروي المشهد بحنين واضح «كان مشهد دافئ جداً… كأنها سينما قديمة، أطفال مجتمعون في غرفة واحدة، وكلهم ينتظرون أن يناموا، والأب جالس يقرأ لهم الكتاب». وتقول إن الرسومات التي كانت تخيفها قليلًا كانت في الحقيقة جزءًا من جمال التجربة، لأنها جعلت الشخصيات تنطبع في ذاكرة طفولتها.
ومع مرور السنوات، تغيّر كل شيء. كبرت هدى، وتفرعت قراءاتها بين الكتب المدرسية واهتمامات جديدة، لكن سؤال «ما أول كتاب قرأناه؟» ظل يعود إليها كلما استرجعت تلك الليالي. وعندما حاولت البحث عنه في مكتبة والدها لم تجده، فربما ضاع مع الزمن، لكن ذكراه كما تؤكد «ما زالت محفورة في القلب، بكل رسوماته القديمة وتفاصيله الزرقاء».
وتختم هدى حديثها بأنها ما زالت تبحث حتى اليوم عن النسخة نفسها من ذلك الكتاب.
بينما الأستاذ الجامعي سامح سمير موسى، الذي بدأ رحلته مع القراءة في سن ١٥ في فترة الثمانينيات، مع كتاب الرسول لجبران خليل جبران، يجد في هذا العمل أكثر من مجرد نص أدبي. لقد كان نقطة الانطلاق إلى الأدب الغربي، ومصدرا لفتح أبواب الثقافة في زمن محدود المصادر.
وتحدثت نور عن أول كتاب قرأته مؤخراً وهو عقدك النفسية سجنك الأبدي للكاتب يوسف الحسني، الذي تعرفت عليه في 2023. يركز الكتاب على فهم العقد النفسية التي يمر بها الإنسان بسبب الظروف المختلفة، وكيفية مواجهتها. الكتاب يتكون من جزأين، الأول يشرح العقد النفسية، والثاني يتناول طرق التعامل معها. ترى نور أن الكتاب مفيد وفتح لها آفاقًا جديدة لفهم النفس والتحديات الداخلية.

Scroll to Top