0%

كيف تعيد الرواية كتابة التاريخ والذاكرة

زين يوسف
احتضنت منصة النقاشات في معرض العراق الدولي للكتاب، ندوة بعنوان “الإنسان حين يُروى: كيف تعيد الرواية كتابة التاريخ والذاكرة”، تحدثت فيها أ. ريم الكمالي وأ. سارة الصراف، وبإدارة د. كوثر جبارة.
وتحدثت عن العلاقة بين التاريخ والرواية الكمالي قائلة إن “تخصصي كان تاريخًا، وعندما قررت التحضير للماجستير بعد عشرة أشهر قررت التوقف لأني شعرت أن العنوان يقيدني، وحولت فكرة الرسالة إلى رواية، وأثناء الرواية كنت أفكر في الشخصيات المتخيلة: أين سأضعها؟ في أي زمن؟ وأنا أزماني حقيقية، فأضع تلك الشخصيات في الزمن الذي اخترته، ويجب أن يكون زمنًا متحولًا أو حدثًا كبيرًا غيّر مجرى التاريخ في هذه المنطقة”. وتضيف أن “خصوصية أن تكون الساردة أنثى هو أمر كبير، ففي روايتي تمثال دلما، البطل كان رجلًا، وفي البداية كنت أجد صعوبة في كيفية وصف رجل وكيف أتقمص الشخصية، وعندما بدأت الكتابة وجدت أن الأمر ممكن، وأنا في العادة أستخدم في رواياتي ضمير المتكلم، وهذا يمنحني المساحة في أن أعبّر عن الشخصية بحرية، فأنا من يتحدث وليس الإله السارد، لأن الإله السارد لم يعد يُقنع الآن، لكن ضمير المتكلم أفضل”.
الصراف بدورها تحدثت مبينة أن “الشخصيات في روايتها سمعت كل شيء حقيقية، لكن لا توجد شخصية واحدة حقيقية بشكل كامل، وبعض الشخصيات هي رموز موجودة في بيوتنا مثل شخصية الجدّة بيبي فخرية، فهي شخصية متكررة في البيوت بشكل عام”.
وتضيف أن “هناك اختلافًا بين الرواية التي توثق للتاريخ من خلال نوعية الرواية وطبيعتها؛ فهناك روايات خيالية تمامًا، لكن عندما تقترب الرواية من توثيق حرب، وتوثيق حالة مجتمع تحت وطأةٍ ما، ليس عليها أن تجنح إلى الخيال كثيرًا، لأنها توثق مرحلة حقيقية، ويجب أن توثقها بدقة وموضوعية وحيادية، كأنها تفتح عدسة كاميرا على ما حدث في ذلك الزمان”.
وتكمل قائلة “لو كانت الرواية محرّفة لما حدث تحت بند أن الرواية ليس من واجبها أن توثق التاريخ، فهنا القارئ سيأخذ انطباعًا آخر عما حدث في الحقيقة، لهذا أعتقد أن روايتي سمعت كل شيء لها خصوصية بأنها وثّقت الحالة الاجتماعية في العراق خلال الثمانينيات، فقد تحدثت بالتفصيل عن الحرب، وعن الجبهة، وما حدث هناك، وكيف أثّرت الحرب على المجتمع العراقي”.

Scroll to Top