نبأ مشرق
شهد معرض العراق الدولي للكتاب بنسخته الخامسة اهتمامًا لافتًا بموضوع الذكاء الاصطناعي، حيث تصدرت الكتب المتعلقة بهذا المجال أجنحة دور النشر، واستقطبت فئات متنوعة من الزوار، من الشباب إلى الأكاديميين وحتى الكبار في العمر. هذا التوجه يعكس التطور السريع الذي يشهده العالم الرقمي، ورغبة الجميع في استيعاب هذا التحول التقني الذي بات يمس مختلف جوانب الحياة.
إقبال واسع ورغبة بالتعلم
من ضمن منشورات جسد إحدى الجهات المشاركة في المعرض، قدمت دورًا بارزًا من خلال توفير كتب ودورات تدريبية خاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. علي حيدر، مدير المبيعات في المنصة، قال لـ(ملحق المدى)، تحدث عن أهمية هذه الكتب والدورات قائلاً:
“خصصنا كورسًا شاملًا لتعليم الذكاء الاصطناعي، يهدف إلى تعريف الناس بكيفية استخدام التطبيقات الحديثة لتسهيل حياتهم العملية والدراسية. نعلمهم طرق الاستفادة المثلى من هذه الأدوات، سواء في مجال المبيعات، البحث العلمي، أو حتى إدارة الوقت. على سبيل المثال، الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل من ساعات العمل الطويلة، حيث يحوّل 10 ساعات من العمل إلى ساعتين فقط باستخدام أساليب مبتكرة”.
كتب تثير النقاش والمستقبل
من بين الكتب التي حظيت باهتمام كبير:
• “الجيل الرقمي”، الذي يناقش التحولات التي أحدثتها التقنية الرقمية في مختلف المجالات.
• “قيامة الذكاء لصناعة التعليم”، من تأليف شروق المطيري، والذي يركز على دور الذكاء الاصطناعي في تحسين التعليم وتطويره.
• “ثورة التعليم”، الذي يقدم رؤية عن كيفية تأثير التقنية على منظومة التعلم بشكل عام.
بين المخاوف والفرص
رغم الإقبال، تبقى هناك تساؤلات حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي قد يشكل تهديدًا لمستقبل بعض الوظائف. حول هذا الموضوع، يوضح علي حيدر:
“الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل الإنسان بالكامل. هو أداة مساعدة وليست بديلة. مثلًا، في مجال الترجمة، يساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين النصوص وتقديم مرادفات، لكنه لا يستطيع تقديم اللمسة الإنسانية التي تضيفها مشاعر المترجم وآراؤه الشخصية.”
ورش لتعزيز المعرفة
إضافة إلى الكتب، نظمت المنصة ورش عمل تدريبية، تركزت على تعليم الذكاء الاصطناعي ومهاراته العملية. يقول حيدر:
“منصتنا تقدم كورسات في مهارات البزنس وخدمة العملاء، لكننا ركزنا بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي. نهدف إلى تعريف المشاركين بكيفية استخدامه لتحسين إنتاجيتهم وفهم المستقبل التقني.”
حضور لافت من مختلف الفئات
ما يميز هذا التوجه هو الإقبال الكبير من مختلف الأعمار. يوضح حيدر:
“الكبار في العمر، رغم الاعتقاد السائد بأنهم بعيدون عن التقنية، أبدوا اهتمامًا كبيرًا. هم يبحثون عن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين حياتهم وحل مشكلاتهم العملية”.
يوسف العتابي، طالب ماجستير، قال لـ(ملحق المدى) انه “كنت أبحث عن كتب تساعدني في استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير أطروحة الماجستير. هذه التقنية أصبحت ضرورية في البحث العلمي، حيث يمكنني تحويل الملفات إلى أسئلة، ثم الإجابة عليها وتصحيحها بشكل أسرع وأكثر دقة. وجدت كتاب “ثورة التعليم” مفيدًا جدًا لفهم كيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم الأكاديمي.