
زين يوسف
عدسة: محمود رؤوف
استكمالا لمنهاج الندوات المتنوع في معرض العراق الدولي للكتاب احتضنت قاعة الندوة ندوة حوارية موسعة بعنوان «قضايا النسوية في الواقع الثقافي العراقي الراهن، المُتخيّل والممكن»، تحدث فيها د. ناهضة ستار و أ. علي حسن الفواز وبادارة د. بشرى موسى صالح.
عن النسوية العراقية تحدث الفواز قائلا ان «من الضروري تقعيد مفهوم النسوية لكي نهيء سياقا علميا واطارا علميا للحديث عن موضوع النسوية، لان النسوية حركة تاريخية ارتبطت بتحولات اجتماعية واقتصادية وسياسية واستثمرت ما انجز غربا لان النضال من اجل حرية المرأة وحقوق المرأة لم يكن بدعة وانما هو تراكم تأريخي بدأ من الثورات الاجتماعية والثورات الكبرى التي حدثت في العالم ان كان على مستوى الثورة الصناعية او على مستوى الثورة الفرنسية والتي هي في جوهرها ثورات حقوقية».
وأضاف اننا «حينما نربط هذه الثورات بواقع الحالة العراقية سنكتشف ان الحديث عن تمرحل حركة النسوية التأريخية في العراق ضرورية جدا لكي نعرف حركة المفهوم في السياق التاريخي».
وبين ان «المجتمع العراقي يعاني من مشكلات بنيوية عميقة أولها مشكلة التعليم ومشكلة علاقات الجماعات الهامشية وجماعات المتن بالسلطة والفقر والجهل كل هذه عوامل تقلل من عملية اندماج المرأة داخل الحرا المدني، لذلك كان النضال الاجتماعي رهين بالنضال السياسي، فحينما ظهر عدد من المثقفين العراقيين الذين تصدوا لمهام المطالبة بحرية المرأة ومنهم الزهاوي والرصافي فهم اعتبروا قضية الحجاب والسفور على سبيل المثال قضية مدنية وقضية تأريخية ينبغي النضال من اجلها لكن هذا الامر كان دائما يصطدم بشبكة من البنى المعقدة».
عن معاناة النسوية العربية تحدثت ناهضة قائلة ان «من أراد ان يعرف مستوى حضارة أي امة فعليه ان ينظر الى مستوى مكانة المرأة فيها، ولكن ونحن نتحدث في هذا الموضوع وعن موقع النسوية العراقية علينا ان لا ننسى ولا نستثني اثرا مهما يهيمن على الثقافة بشكل عام وهو الأثر الرقمي والالكتروني والتواصل الاجتماعي فلا يمكننا تجاوز هذا الأثر وكيف له تأثير على طابع التفكير».
وأضافت ان «الرسالة الى الأجيال من النساء وهن داخل هذا المؤثر الكبير والخطير، اننا نعاين الإرث الأصيل الذي لدينا في تجربتين مهمتين في الواقع العربي ومن الرائع ان كلاهما في البيئة العراقية، أولهما تجربة المرأة في الأثر السومري والثاني هو التجربة في الثقافة العباسية فهذان العصران توافرت فيهما تجربة مميزة جدا للمرأة ولم تكن مستوردة لافكار من حضارات أخرى».
