0%

في ندوة جريئة عن “الفن التشكيلي” وهمومه في العراق: إرث الحركة التشكيلية العراقية يملؤه الغبار في وزارة الثقافة

عامر مؤيد
تصوير : محمود  رؤوف

ضمن ندوات معرض العراق الدولي للكتاب “دورة غائب طعمة فرمان.. النخلة والجيران” وبمشاركة الفنانين د.سعد الطائي وزهير الجزائري وجبر علوان ورياض نعمة أقيمت ندوة بعنوان “تشكيليون عراقيون” وادارها الناقد د.جواد الزيدي.

في بداية الحديث اكد الفنان جبر علوان انه سعيد بلقاء استاذه في الفنون د.سعيد الطائي وتكلم عن اساتذة معهد الفنون الجميلة في ستينيات القرن الماضي الذين بنوا حركة التشكيل العراقية ما بعد الرواد وعبر عن اسفه لفقدان اعمال بعض الفنانين التشكيليين بعد ان وافاهم الاجل خارج العراق دون ان يوجد من يحتفظ بأعمالهم مثل الراحل محمد مهر الدين ورافع الناصري الذي احتفظت زوجته ببعض اعماله في الاردن ومن ضمن الاسماء هم  صلاح جياد واحمد امير ومنصور البكري ورحمن الجابري  وآخرون وبسبب عدم وجود عوائلهم معهم في المهجر ذهبت اعمال ما يقارب الخمسة عقود من تاريخ الفن التشكيلي العراقي.

وطالب المتحدث “بوجود متحف يضم هذه الاعمال وعند مراجعته لوزارة الثقافة بهذا الشأن، سهل له الوزير امر الدخول الى المتحف والمفاجئ انه شاهد عبارة عن مخزن لا اكثر وبسبب ذلك اصابه الحزن وكاد ان يصاب بنوبة بكاء مما رآه وان وزارة الثقافة غير قادرة على ادارة هكذا مكان لان ارث هذه الحركة التشكيلية العراقية يملؤها الغبار ومصابة بالتلف وانه لا يطالب الدولة باقتناء هذه الاعمال ولكن انشاء متحف يهتم بهذه الاعمال لذلك تحدث مع مؤسسة المدى من اجل ان يطرح فكرته على الملأ حيث استقبل رئيس مؤسسة المدى فخري كريم هذه الفكرة و فتح ابواب الجريدة امامه من اجل الوصول الى الهدف الذي نأمل ان نصل اليه ليس مقارنة بالمعارض العالمية كمعارض فرنسا التي يزورها خمسون مليون زائر و اربعون مليونا في إيطاليا”.

بينما كانت مداخلة الفنان رياض نعمة مشابهة نوعا ما لعلوان، حيث اكد انه “زامل اربعة وزراء توالوا على وزارة الثقافة ولا يوجد اهتمام بالفن التشكيلي”، مؤكدا انه “زار في حياته ما يقارب المئة متحف ورؤيته في بعض الاحيان لأطفال موجودين في المتحف يتعلمون الوطنية من خلال الفن وماذا يفعل اطفالنا اذا ارادوا ان يتعلموا الرسم لان الفن هو استمرارية وديمومته بالتواصل بين الاجيال والاستمرارية تخلق شكلا من الاتجاهات الوطنية”.

و اضاف “اذا اراد احد ما زيارة العراق فان اول ما يطمح لزيارته هو الاماكن السياحية كالمتحف والتماثيل والساحات الرئيسة والاماكن النموذجية والعراق هو منبع لهذا الابداع و التنوع”، مؤكدا “وجود فكرة في  هذا المتحف كمتحف الاثار القديمة او متحف الاعمال الفنية الحديثة وانه يوجد ارث تشكيلي يبيح لنا اقامة هذا التجمع ولا يجب ان نستسلم للكوارث التي احدثت انقطاعات في الفن والتأسيس ولا يجب ان نقف وننتظر مرحلة ذهبية او مزدهرة بل على العكس دائما ما نعاني من الانقطاعات وان هذه القضية هي جوهرية ووجودها مهم ويجب المحافظة على ما تبقى منها”.

بدوره تحدث  سعد الطائي عن  ارث فائق حسن وكيفية الاتفاق على ان يكون منزله هو متحف له اسوة بالفنانين العالميين، ان احد ورثة فائق حسن كان متابعا جيدا ورحب بهذه الفكرة حيث كنت انا ونوري الراوي مع الفنان قحطان المدفعي، الذي كان مصمما آنذاك، وبالفعل تمت تهيئة المنزل ليصبح متحفا ناجحا وتم الافتتاح من قبل الوزير ولكن انتهى دوره بعد الافتتاح وتم اهماله واغلق بسبب عدم رعايته”.

وذكر ان “المتحف العام في قاعة كولبنكيان كانت فيها لوحات مهمة واعمال منحوتة واعمال سيراميك ولكن للأسف في عام 2003 ابان الحرب على العراق فقدت هذه الاعمال مثلما سرقت الاعمال من مركز الفنون وصدرت الى جهات مجهولة والان اعمالنا منتشرة في عدة اماكن حيث ان لي اعمال كانت في سوريا والاردن والامارات وبعض الاعمال الان لا نعرف مصيرها”، مبينا ان “الادارة العراقية لم تقتن اية لوحة للفن الحديث منذ عام 1980 ولم تدخل اي متحف حيث كان قبل هذا التاريخ كل المدراء العامين يأتون الى المعارض ويقتنون لوحات تضم الى المتحف”.

وأضاف الطائي “في حال اردنا ارجاع اللوحات اولا يجب ان تتم تهيئة المقر والمكان الصحيح وانه يوجد مركز في شارع حيفا وهو مركز بغداد للفنون لكن للأسف وزارة الثقافة قد ضمت جزءا كبيرا منه وما تبقى منه فقط مخزن لبعض اللوحات على عكس ما كان عليه وان هذه المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الدولة وانها يجب ان تعتني برجالها الذين ينطبق عليهم البيت الشعري الذي نوهت عنه بالبداية وان يتم انشاء متحف والاهتمام بجميع الفنون وخاصة الفنون التشكيلية”.

اما الكاتب والروائي زهير الجزائري فقال “ينبغي ان يوجد المتحف الذي يحفظ هذه الاعمال ويحافظ عليها لانها يجب ان تعرض بمكانها الطبيعي لا ان تتواجد في بعض الاماكن من الوزارات و المؤسسات ولا ضير من بيع بعض الاعمال الفنية لان هذا العمل سوف يعرض في بيت المشتري اي انه يقدر هذا العمل وسوف يراه الاصدقاء وبعض الزوار وانه لا يستغرب اذا ما تم ذكر بعض الاسماء و لم يتعرف عليهم بعض الحضور”.

 وعرج الجزائري على الميديا وفي ادخال الاعمال في المتحف الافتراضي وهو خطوة أساسية نحو المتحف الحقيقي الواقعي الموجود كما نلاحظ اليوم الكثير من الفنانين قاموا بعرض اعمال لفنانين اخرين وتوجد اماكن خاصة للفن التشكيلي العراقي ولكن للأسف بعض هذه الاعمال لا نعرف اين توجد او انها موجودة ام لا لأنها فقط في الصورة على العكس من جلوس طفل امام الفنان الذي يرسم و يشاهد ضربات الفرشاة على اللوحة وتناغم الالوان والخطوط وهذا هو العمل الحقيقي للمتحف مثل ابنتي التي كانت تجلس وتحاول ان تقلد بيكاسو وكم من الجميل لو شاهدنا طفلا يحاول ان يقلد جواد سليم او فائق حسن ويمكن ان يكبر على هذه الصورة ويصبح نوعا من التواصل بين السابق واللاحق بحيث يتأسس على شي يسمى عراقي رافديني وراثة لكل الفنون الآشورية والسومرية”.

و أشار الى انه ليس برسام “ولم احاول الرسم إلا على الدفتر ولكني عندما ادخل لأي متحف فاني اعيش في هالة من الجمال والتلقي البصري الذي يأسرني”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top