زين يوسف
تصوير:محمود رؤوف
تستمر على ارض معرض العراق الدولي للكتاب اقامة الندوات وهذه المرة اقيمت ندوة تحت عنوان «تجارب أدبية»، شارك فيها الروائي زهير الجزائري والروائي علي بدر وأدار الندوة الباحث رفعت عبد الرزاق.
واستهل الجزائري حديثه عن بداياته الادبية قائلا «انا كتبت الشعر في البداية ولكني رأيت المنافسة حادة في مجال الشعر فاتجهت في البداية الى الرسم ومن ثم كان استقراري عند الرواية، وانا اعتبر من جيل الستينيات والان نحن في السبعينيات من عمرنا مازلنا نعتقد اننا جيل شاب في الادب العراقي رغم ان هناك اربعة اجيال خرجت بعدنا، فمن ميزات الجيل الذي كتب عنه علي بدر روايته بابا سارتر واختلفت معه على تشخيصه لجيل الستينيات وهذا الجيل يكاد يكون على شكل اربع مجموعات جاءت من المحافظات الى بغداد وهذه المجموعات اغلبها خرجت من تجربتين خاسرتين، أولا تجربة القوميين العرب الذين كانوا يدعون الى الوحدة العربية وانتهت تجربتهم بمجزرة عام 1963، والتجربة الثانية هي تجربة الحزب الشيوعي العراقي واليسار عموما والتي كانت في فترة نهوض ثوري وانتهى هذا النهوض الثوري بانقلاب عام 1963».
وأضاف ان “نسبة كبيرة من جيلنا كانوا قد خرجوا من السجون، القوميون والشيوعيون والجيل الذي سبقنا ايضا كان خارجا من السجون، وكنا نشعر بالغربة بين الجيلين، الجيل الذي سبقنا كان في الغالب جيلا بغداديا وفي وضع مالي افضل من وضعنا”.
وبالانتقال الى علي بدر تحدث عن تجربته الروائية قائلا “ربما اشتبكت مقدما مع جيل الستينيات في روايتي الاولى التي اصدرتها عام 2001، فهناك حدثان بالنسبة لي على الاقل مما يؤرخ للجيل الذي ظهر في التسعينيات، فان عام 1991 هو اللحظة التأريخية التي أسست كل جيلي وهي التي دعتني الى كتابة الرواية، وفي العام 1991 كان لدي شعور بنهاية الامة العراقية، وهذا شعور تراجيدي جدا لاننا جميعا نعتقد اننا فانون وان بلداننا خالدة، ولكن في تلك اللحظة في عام 1991 شعرت ان العراق في طريقه الى الزوال، والرواية بالنسبة لي على الاقل كانت هاجسا كبيرا لاني ادرك جيدا ان الرواية تصنع الامة”.
وذكر “بسبب هذا الامر كان لدي شعور بأن للرواية وللسرد بشكل عام امكانيات كبيرة في صناعة أمة، اي بمعنى مجموعة من الافراد يتوحدون في لحظات تأريخية واحدة وهذا كان بالنسبة لي هاجسا كبيرا وخصوصا ان بغداد في تلك الفترة كانت في طريقها الى التلاشي”.
وعن اعماله الجديدة تحدث بدر قائلا “فضلا عن روايتي عن الزعيم اعمل الان على الجزء الثاني من كتاب “ماسنيون”، وفي الحقيقة تأخرت باصداره حوالي عشر سنوات، والجزء الثاني يتحدث كثيرا عن تاريخ العراق وعن المثقفين العراقيين وعلاقتهم مع بعض المثقفين الاوروبيين ويتحدث عن الاقليات وعن النشأة الحديثة للعراق الملكي”.
وحول تفاصيل مدينة النجف في رواية باب الفرج تحدث الجزائري قائلا “عند عودتي الى النجف بعد عام 2003، كانت هناك فجوة زمنية كبيرة بيني وبين النجف، لانه بالاضافة الى المنفى لمدة 25 عاما، كانت عائلتنا قد انتقلت من النجف الى بغداد، وانا كنت في الجامعة بتلك الفترة، وحتى وجودي في النجف في تلك الفترة كنت مع مجموعة محدودة من العلمانيين نجلس بمقهى في مدخل مدينة النجف، ونسمع في مكبرات الصوت الحديث عن المجموعة الوجودية بعد ان تخلصنا من الشيوعيين، فكنا مجموعة منبوذة في مدينة يسيطر عليها الدين، ولكن لسنا معزولين لان الطبقة العلمانية في النجف كانت كبيرة جدا”..
وأضاف “في فترة ابتعادي عن النجف كنت اتصور نفسي من اكثر الناس الذين ليست لديهم معرفة بالمدينة، وانا اغلب رواياتي كتبتها في المنفى ولكن لا يوجد المنفى في كل اعمالي الا 17 صفحة من كتابي “حرب العاجز”، وهو كتاب عن فكرة عودتي الى العراق.
واختتم حديثه قائلا “النجف كانت دائما في ذاكرتي، وعندما كتبت الرواية كنت قد عدت الى النجف وعملت كمنقب يحاول ان يبحث في هذا التل وهو مدن النجف الجديدة عن المدن القديمة الموجودة في مخيلتي وكان دائما هناك اصطدام بين المدينة التي في ذاكرتي والمدينة التي أراها”.