بسام عبد الرزاق
تصوير: محمود رؤوف
اقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، ضمن مشاركته في ندوات معرض العراق الدولي للكتاب ندوة بعنوان «كامل شياع مفكرا.. اليوتوبيا معيارا نقديا»، ساهم فيها الباحث ناجح المعموري والناقد علي الفواز، فيما ادارها الناقد د. جاسم محمد جسام.
الباحث ناجح المعموري ذكر في مداخلته ان «حضور كامل شياع سيبدأ هذا المساء وما تحقق له سابقا كانت جلسات صداقية فقط، وقد نبهت كثيرا الى ضرورة الاهتمام والتوجه نحو كامل شياع بوصفه مفكرا وناقدا تشكيليا للحركة التشكيلية العالمية، ولكننا من خلال منبر العقل في اتحاد الادباء والكتاب اقترحنا على مؤسسة المدى ان تكون مخصصة عن كامل شياع بوصفه مفكرا نقديا».
واضاف المعموري ان «كامل شياع لم يبدأ بشكل مفاجئ وسريع هذا ما تبدى لي عندما قرأت رسالة الماجستير عن اليوتوبيا وجدت ان كامل شياع استفاد كثيرا من المفكر والفيلسوف بول ريكور في كتابه الموسوعي عن الايديولوجيا واليوتوبيا وكانت استفادة كامل شياع واضحة من هذا المفكر».
وتابع ان «اليوتوبيا مثلما اشار كامل شياع الى انها المتجاورة بالكامل مع الاسطورة، والحقيقة هذه وردت لها اشارة في العديد من الدراسات الثقافية التي نبهت الى العلاقة المتجاورة بين اليوتوبيا والاسطورة بسبب اساسي ووجيه ان الاسطورة هي قيم حياتية ينتجها العقل الانساني واليوتوبيا ايضا مجموعة من القيم والمفاهيم والافكار التي يذهب اليها الافراد والجماعات، ومن هنا تمظهرت اليوتوبيا في كتاب كامل شياع متجاورة بالكامل مع الاسطورة».
وذكر ان «كامل شياع اشار بشيء من الايضاح الى ان اليوتوبيا هو المصطلح الذي اشار له كارل مانهايم لأول مرة حتى بول ريكور ومر مرورا سريعا على مانهايم وهو واحد من اهم وابرز علماء الاجتماع والذي ذهب نحو اليوتوبيا لكنه لم يغفل الايديولوجيا بشكل واضح وكامل، ومعروف بان نتائج علم الاجتماع دائما ما تفكر بان الافكار والقيم والمفاهيم هي نتاج سرديات التاريخ، اي بمعنى ان التاريخ هو مجموعة من الوقائع والاحداث التي تتمظهر في لحظة من اللحظات ويحاول الافراد والجماعات للاقتراب اكثر من هذه السرديات المتخيلة، لتذهب باتجاه مساعي التوسل من النجاح بامساك ما يعين الجماهير على الحياة وعلى دفع ما هو موجود بالعلاقات الاجتماعية نحو التجدد والصيرورة».
من جانبه قال الناقد علي الفواز ان “الحديث عن كامل شياع يحتاج الى مقدمات واضن ان الكتابة عن اليوتوبيا بوصفها معيارا معرفيا ونقديا ربما هي تتويج لمرحلة وتاريخ مهم من التأصيلات الثقافية التي سعى كامل شياع الى تأسيسها”.
وبين الفواز ان “ابرز هذه المقدمات ان كامل شياع انموذج للمثقف العضوي الذي يدرك مسؤولياته الثقافية والاجتماعية والنضالية وحتى القيادية بمعناها المسؤول والنقدي، هذا التوصيف هو الذي دعاه الى ان يغذي معرفته وخطابه وفكره بكل ما يمكن، لكي يجعل من هذه المسؤولية العضوية فاعلة وحقيقية، وايضا هذه المسؤولية جعلت من كامل شياع ان ينزع باتجاه تنمية الفكرة العقلانية او الايمان بالعقل بوصفه قوة موجهة للنقد ومعززة ومثيرة وفاعلة في انتاج الاسئلة التي تخص العقل”.
واوضح انه “لذلك دأب كامل شياع بمراحل مبكرة على قراءة الموروث الاسلامي من وجهة نظر نقدية وهذه القراءة المفتوحة للموروث الاسلامي قارب من خلالها نقد مفاهيم تدخل في صلب العمل المؤسسي والخطاب الاسلامي، وحاول ان يشتغل على النص القرآني، وحاول ان يكتشف من خلاله الكثير من التلمسات والمقاربات التي يمكن ان تدخل في التوصيف الاجرائي والعضوي لمفهوم العقل».