زين يوسف
في ثاني ندوات اليوم العاشر لمعرض العراق الدولي للكتاب استضافت قاعة الندوات ندوة بعنوان “الترجمة الأدبية في ظل الضكاء الاصطناعي”، تحدث فيها المترجم علي عبد الله صالح والمترجمة اشراق عبد العادل وبادارة المترجمة هناء خليف علي.
عن تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل المترجمين تحدثت اشراق قائلة ان “الذكاء الاصطناعي أصبح واقع حال نعيشه في حياتنا وليس فقط على مستوى الترجمة لكن الترجمة باستخدام الذكاء الاصطناعي بدأت في العراق منذ سنوات طويلة وتفعيلها كان في بداية الالفية الثالثة عندما بدأت تظهر برامج وتطبيقات وجيل الشباب توجه اليها من باب الفضول وأيضا لأنه جيل بدأت حياته مع التطور والتقنيات التكنولوجية الحديثة، لكن الترجمة الآلية في بداية الامر لم تكن تماثل الترجمة البشرية”.
وأضافت ان “الترجمة من خلال غوغل على سبيل المثال فيها مشاكل كثيرة والقارئ يجد صعوبة في قراءة تلك الترجمة وهي بعيدة عن الترجمة البشرية، لجأت فيما بعد شركات الذكاء الاصطناعي الى تطوير هذه الأنظمة لكي تحاكي لغة المترجم البشري مع ذلك بقيت هذه الأنظمة تواجه صعوبة كبيرة خصوصا في النصوص الأدبية لان فيها دلالات وتراكيب معقدة”.
واكملت انه “مع التطور الهائل الذي يحصل نحن لا نستطيع تدارك عجلة التطور ولكن يبقى المترجم سفير ثقافته وسفير للثقافات الأخرى والمترجمون هم حملة التنوير وربما لم تكن تصل الينا الثقافات الأخرى لو لا المترجمون وانا اتفق تماما مع ما قاله اللغوي الكبير علي القاسمي عندما قال “نحن لا نعرف ذواتنا الا من خلال معرفة الاخر وكيف يتسنى لنا ان نعرف الاخر لولا معرفتنا باللغات الاجنبية واستخدام الترجمة ومعرفة محمولات تلك الثقافات بكل ما تمتلكه”.
من جانبه تحدث صالح قائلا انني “يوم بدأت الترجمة لم أكن اطمح ان يكون اسمي على غلاف كتاب بجانب اسم المؤلف او على الصحيفة وانما كنت اسعى الى تغيير المجتمع الذي تصل اليه المادة، والمترجم لا يترجم لأنه يجيد هذه المهارة اللغوية وانما يترجم يزحزح القناعات الصدأ المتكلس في عقول وذائقة القراء الذين سيقرأون هذا النص الادبي، ومن خلال الترجمة نريد ان نغير المجتمع كي يكون مجتمع متطلع الى افاق أوسع”. وأضاف ان “الذكاء الاصطناعي في الوقت الذي يفيد المترجم في تحليل البيانات ومعرفة معلومات وافية عن النص او عن أجواء الرواية والشخصيات فالمترجم يستعين بالذكاء الاصطناعي ويمكن ان يستفيد منه اقصى استفادة ولكن الكملة الفصل والرأي الأخير يبقى للمترجم الادبي، فنحن في سياق الترجمة لا نستعين بالنص الادبي او بالكتاب الورقي او الكتاب الالكتروني وانما نلجأ الى أساليب أخرى وسابقا كنا نلجأ الى سبكة الانترنت ونستقي التفاصيل والمعلومات والبيانات كي نعرف على سبيل المثال اصل الزي الذي ترتديه السيدة الاوربية او هذ المعركة متى حدثت وتفاصيل كثيرة أخرى، فأنا في رواية “المطيرجي” سألت المؤلف عن الكثير من التفاصيل كي لا اقع في أخطاء ممكن ان تقلل من جودة الترجمة”