حارث رسمي الهيتي
تصوير: محمود رؤوف
ضمن المنهاج المعد للندوات التي يقيمها معرض العراق الدولي للكتاب، ضيفت قاعة الندوات أمين العاصمة المعمار علاء معن، بحضور جماهيري وبادارة من قبل الاديبة عالية طالب والتي تناولت جملة من القضايا التي تشغل البغداديين خصوصاً وعشاق ومحبي العاصمة بغداد عموماً.
عالية طالب تحدثت عما وصفته بأن “هم بغداد هو همنا جميعاً، واذا اردنا ان نفتح ملفات بغداد فلن تكفينا كل الايام سواء كانت أيام المعرض او الأيام القادمة، ولربما يتوقع مني ضيفي المهندس علاء معن ان احمل له كل هموم البغداديين ومشاكلهم، لكنني لن افعل هذا، سأترك الجمال يتحدث عن جهده ومواقفه والصعوبات التي واجهها”.
من جانبه تطرق أمين العاصمة الى نقاط كثيرة وكبيرة، مركزاً على اهم ما بدأ العمل به والمشاريع المستقبلية التي تعمل عليها الأمانة قائلاً “بغداد وامانة بغداد ومنصب الأمين فيها تحد كبير، في فترة الثلاثين او الأربعين عاما الماضية عانى البلد من تحديات كبيرة كان ضحيتها القانون خاصة اذا تحدثنا عن الثمانية عشر عاما الأخيرة، وهذا الامر حدث نتيجة ظروف وعوامل كثيرة منها تغير النظام السياسي في العراق وما واجهه البلد من حملات وموجات من الإرهاب أدت الى ما أدت اليه الآن، ضعف القانون جعل من بغداد ان تكون الضحية الأولى حيث الكتل الكونكريتية التي قطعت اوصال بغداد وخربت شكلها وتصميمها إضافة الى تقطيعها للشوارع بشكل كبير جداً وان الاقتتال الطائفي أدى الى تقسيمات حجزت الرؤية وشوهت منظر بغداد المدينة والعاصمة وهذا كله جعل هناك غصة كبيرة في قلوب العراقيين عموماً والبغداديين خصوصاً”.
وبين ان “الحاجات الإنسانية والحاجات الاقتصادية وتقسيمات العوائل وتوسعها أدت الى تقسيمات غير مدروسة وغير مسبوقة من اجل السكن، علاوة على كل ما تقدم فان غياب الرؤية الواضحة للدولة منذ الثمانينيات صعوداً ولد أزمة في السكن وبالتالي لجأ الناس الى هذه التقسيمات بعد ان كان السكن عندنا في بيوت من 200 و600 وحتى 1000 متر وان هذه التقسيمات أثرت على البنية التحتية حتى تحت الأرض، فشبكات الماء وشبكات الصرف الصحي كلها تأثرت نتيجة ذلك وحصل ما نشهده اليوم من ضغط كبير.
وأضاف المعمار علاء معن “من شارع المتنبي ومن مقهى الشابندر تحديداً اطلقنا مشروعنا لنهضة بغداد، وهو مشروع تنموي كبير للمدينة فيه جانب الاهتمام بالقضايا الفنية والجمالية للمدينة وفيه إعادة الثقة بين المواطن ورجل الدولة من خلال الحب والطموح لبناء المدينة الجديدة ونعرف جيداً ان اكثر المؤسسات عرضة للفساد هي تلك المؤسسات التي يكون عملها بتماس مباشر مع الناس، مع المواطنين، ولكننا لا نستطيع ان نضع شرطيا ورجل قانون مع كل مواطن، علينا ان نضع كثيرا من المفاعيل التي تحد من هذا الفساد، لذلك علينا الذهاب نحو الحوكمة الالكترونية والارتقاء الرقمي لمؤسسات الدولة وتحولها الى مؤسسات تغادر النظام الورقي”.
وأشار علاء معن الى ان “موضوع العشوائيات جزء من المشكلة السكنية في العراق لأن جزءا كبيرا من العشوائيات حول بغداد هو نتيجة نزوح مواطنين من المحافظات نحو بغداد بسبب تمركز النشاط الاقتصادي والتجاري داخل المدينة وهذه مشكلة كبيرة، عملية ازالتها بطريقة قسرية تعني ان نرمي كل هؤلاء الناس في العراء وهذا يتنافى مع حقوق الانسان وهي طريقة تعامل غير مقبولة”.