0%

طاولة الكتب المستعملة تستقطب الزائرين وتحفظ ذاكرة القراءة في معرض العراق الدولي للكتاب

عبود فؤاد
عدسة: محمود رؤوف
وسط أروقة معرض العراق الدولي للكتاب، تلفت أنظار الزائرين طاولة كبيرة تمتلئ بمجموعة واسعة من الكتب المستعملة التي تحمل بين صفحاتها روح القراء السابقين. وقد أصبحت هذه الطاولة نقطة جذب رئيسية لعشاق القراءة والباحثين عن المطبوعات النادرة والكتب التي لم تعد متوفرة في المكتبات الحديثة.
وقال أحد منظمي المعرض إن «الكتب المستعملة هي تاريخ حي وحكايات أجيال من القراء، ونحن نسعى من خلال هذه الطاولة إلى منح الزوار فرصة اكتشاف أعمال قديمة، وإعادة الحياة إليها، وتشجيع القراءة المستدامة».
وعبّر الزوار عن إعجابهم بهذه الفكرة، إذ يجد البعض في الكتب المستعملة فرصة لاقتناء أعمال نادرة بأسعار مناسبة، بينما يرى آخرون في الأمر نوعًا من الرحلة العاطفية بين ذكريات القراءة القديمة وما تحمله كل صفحة من قصص وتجارب.
وأشارت إحدى زائرات المعرض، هدى كريم، إلى أن هذه الطاولة «تمثل جسرًا بين الماضي والحاضر، فهي تجمع بين القراء الشباب والقدامى، وتتيح فرصة فريدة للحديث عن تطور الأدب والكتابة في العراق والعالم». وأضافت: «وجدت هنا روايات لا أستطيع إيجادها في المكتبات الحديثة، والأجمل أن كل كتاب يحمل بصمة قارئ سابق، كأنني أقرأ ذكرياته مع النص».
وقال الشاب محمد الجبوري إن «الكتب المستعملة تمنحني فرصة للقراءة بأسعار معقولة، وهذا أمر مهم للطلاب الذين يرغبون في الوصول إلى مصادر معرفية متنوعة دون تكاليف باهظة». وأضاف معبرًا عن أهمية هذه الطاولة: «وجود هذه الطاولة يضفي على المعرض بعدًا إنسانيًا وثقافيًا، ويعزز فكرة أن الكتب ليست مجرد سلعة، بل هي إرث ثقافي يجب الحفاظ عليه، ومصدر للإلهام لكل من يرغب في اكتشاف عوالم جديدة من خلال الصفحات المطوية».
وتشمل الكتب المستعملة المعروضة جميع أنواع الأدب: الروايات، الشعر، الدراسات النقدية، والكتب التعليمية والتاريخية، ما يجعل الطاولة وجهة مثالية لكل من يبحث عن المعرفة والثقافة إلى جانب المتعة الأدبية.
وأكد الزوار أن وجود هذه الطاولة يضفي على المعرض بعدًا إنسانيًا وثقافيًا، ويعزز فكرة أن الكتب ليست مجرد سلعة، بل إرث ثقافي يجب الحفاظ عليه، ومصدر للإلهام لمن يرغب في اكتشاف عوالم جديدة عبر صفحاتها القديمة.
وبهذا الحضور اللافت، تحولت الطاولة الكبيرة للكتب المستعملة إلى رمز حي للحياة الثقافية الغنية في معرض العراق الدولي للكتاب، حيث تجتمع الذاكرة والقراءة معًا، ويجد كل زائر فيها ما يثير اهتمامه، سواء كان طالبًا يبحث عن مرجع قديم، أو قارئًا شغوفًا يود اقتناء نسخة نادرة. وتؤكد الطاولة أن الكتب القديمة لا تفقد قيمتها، بل تمنح كل قارئ رحلة فريدة بين الماضي والحاضر، وتحوّل القراءة إلى تجربة نابضة بالحياة ومتصلة بالأجيال.

Scroll to Top