حارث رسمي الهيتي
تصوير: وسام العقيلي
الدكتورة نادية هناوي التي قدمت ورقتها الموسومة (اجتماعية النص الادبي في الدراسات الثقافية رواية جلال خالد مثالاً) تحدثت قائلةً “كان لكتاب الدكتور عبد الله الغذامي النقد الثقافي قراءة في انساق الثقافة العربية تأثير كبير في ان يشيع مسمى النقد الثقافي على حساب مسمى الدراسات الثقافية، اختلفت الدوافع وراء هذا الشيوع فما بين انبهار بهذا الانفتاح في الدراسات الثقافية وبين التفلت من معايير النقد وخصوصية مناهجه واصطلاحاته بحجة ان النقد الادبي صار عاجزاً لا يؤدي مهامه وانه وصل الى طريق مسدود وان لا حاجة جمالية تقتضي وجوده”.
وأضافت هناوي “يمكن للنقد الادبي ان يحد من هذه الظاهرة لو كانت له مؤسسة تضبط العمل النقدي وتسمح بممارسته من لدن من تزودوا في الأقل بابجديات النقد التي تؤهلهم لاكتساب معارفه والتفقه في نظرياته ومدارسه لكن غياب هذه المؤسسة لا يعني ان النقد الادبي بلا حماية ولا رقيب، اذ تظل البراعة فيه والاستزادة منه ابداعاً وتنامياً”.
المرأة مفهوماً ثقافياً هو عنوان الورقة التي قدمها الدكتور طارق زياد محمد تحدث عن “ان موضوع الآخر المرأة هو احد محاور اشتغال النقاد العرب منطلقين من فكرة الآخر المهمش، وخاصة عند الشعراء القدماء، باعتبار ان المرأة تمثل نسقاً ثقافياً رمزياً مضمراً يكتشف من خلال قراءة ثقافية فاحصة ان حضور هذا النسق الخاص بالمرأة مهم في بناء الصورة حيث يتحرك في حبكة متقنعة ولهذا فهو نسق مخفي مضمر قادر على الاختفاء مستخدماً الاقنعة الجمالية واللغوية”.
وأشار د.طارق الى ان “المرأة عند الشعراء الصعاليك ما هي الا رمز فحضورها عند الشاعر الصعلوك تعبير عن رؤية الصعاليك وتصورهم للحياة والمجتمع وهو ما يعد تورية ثقافية من نتاج الضاغط النسقي الذي يفرض شروطه على معطيات الثقافة، فيخلق شخصية العاذل الثقافي الذي يتقنع بأقنعة متعددة ليفرض شروط النسق الفحولي وينسخ أي خطاب آخر مضاد لفحولة الثقافة وشخصية الفحل الجبار”.
د.سامي شهاب احمد قدم ورقة بعنوان (الثقافي والنصي في النقد العراقي المعاصر فاضل ثامر وحاتم الصكر انموذجاً) مبيناً ان “الخطاب النقدي يسعى بأيقونته الراصدة للمفاهيم والتحولات والبنى الفكرية المتجذرة في النصوص الأدبية الإبداعية التي تشكل هويته الباثة للمتغيرات عبر سلسلة من التجاذبات والمساءلات ومحاكمة المضمر وكشف المخبوء وهلم جرا”.
وأضاف “لا يسير النقاد على وتيرة واحدة في التفاعل مع المستجدات الطارئة والقضايا والموضوعات بل هم يتشابهون في جبهات محددة ويختلفون في جبهات كثيرة وهذا فأل حسن لان المنظومة الفكرية النقدية متشظية الملامح ونتيجة التباعد والاختلاف ينشأ فكر جديد”.
( النقد النصي والنقد السياقي قراءة في ظواهر النقد العراقي) هي الورقة التي قدمها علي سعدون والتي تحدث فيها عن “ان هذا الصراع المفتعل بين منهجين نقديين ما كان ليظهر للسطح لو لا النزعة الاستحواذية والهيمنة المعرفية التي تحتكر حقيقة التسليم بطريقة واحدة للتفكير في النظرية الأدبية وتداولها على وفق ما اعتدناه في مناهج وطرائق البحث العلمي والادبي، الامر الذي حدا بمنظري النقد الادبي الى نوع من المقاومة التي تستند الى معايير كلاسيكية في الحفاظ على آخر قلاع وحصون الاكاديمية وانغلاقها القديم”.
اما الدكتور عمار إبراهيم الياسري فقدم ورقة (تقويض السرديات الكبرى في النص الشعري المعاصر كربلاء انموذجاً) والتي قال فيها “منذ السؤال الفلسفي الأول اشتغل الفكر الفلسفي على وضع تعقيدات سوسيوثقافية تنظم التفكير الإنساني، وقد تنوعت التعقيدات الفلسفية بين المثل العليا والعقلانية والعملانية وما الى ذلك، ان هذا الخطاب الفلسفي المنتج سعى الى صناعة انموذج متفرد في عليائه”.