زين يوسف
في ختام فعاليات اليوم الخامس لمعرض العراق الدولي للكتاب واستمرارا لإقامة الندوات الأدبية احتضنت قاعة الندوات ندوة بعنوان “الرواية اللبنانية وكسر التابوهات”، تحدثت فيها الروائية والصحفية اللبنانية علوية صبح والروائي العراقي زهير الجزائري وادار الحوار الروائي علي بدر.
حول الجرأة في الرواية اللبنانية قالت صبح “عندما اتحدث عن الرواية في لبنان باستطاعتي القول ان هذه الرواية تنامت مع بدء الحرب اللبنانية، ربما في التحولات الكبرى التي يشهدها المجتمع تزدهر الرواية لحاجة الانسان للسرد وللتعبير عن ذاكرة الحرب الجماعية والفردية والتي كانت المؤثر الرئيسي لازدهار الرواية”.
وأضافت ان “السبب في تميز الرواية اللبنانية بالجرأة هو ان الرقابة في لبنان ليست شديدة وليست هناك رقابة الا إذا قام أحد من رجال الدين واشتكى على رواية معينة، وهذا الامر أتاح الى حد كبير حرية التعبير، ثم ان الحروب والمجتمعات المتعددة الطوائف والاتجاهات أعطت الحريات الى حد كبير ثقافيا وسياسيا وربما في ذلك مناحي إيجابية وأخرى سلبية”.
وأكدت صبح ان “مساحة الجرأة التي اخذتها انا شخصيا ان كانت دينية او سياسية او على مستوى الجسد وعلى كل المستويات كانت بالفعل كسر للتابوهات لكني عندما كنت اكتب لم اكن اعي انني كنت اكتب بطريقة جريئة لأنني كنت اكتب وانا مخلصة للفن وكنت امينة على كتابة ما تعني الكتابة لان الكتابة لا يمكن ان تكون الا على مساحة من الحرية لذلك لم انتبه الى انني كنت اكتب بجرأة لأني كنت افكر بماهية الفن ولماذا انا اكتب”.
الجزائري بدوره تحدث عن لبنان وعن رحلته الى هناك حيث قال ان “جيلي جيل الستينيات فتح عينيه على حركات الكفاح المسلح وخصوصا في أمريكا اللاتينية وفي فيتنام وفي العالم العربي وهذا الموضوع جذبني في تلك الفترة خاصة وان البعث اغلق الأبواب علينا في تلك الفترة ولم تكن لدينا فرصة للكتابة الى حد بعيد فكانت لبنان هي الوجهة لنا وعندما ذهبت الى لبنان تعرفت علي امرين هما البحر والحرب وانا الشاب الذي لم ير الحرب من قبل ولم يشاهد البحر ابدا”.
واوضح ان “لبنان كان هو فضاء الحرية الوحيد وباب اللجوء لنا في تلك الفترة وباعتبار لبنان هو النافذة الأساسية التي ننفذ من خلالها الى العالم العربي، وموضوع المقاومة الفلسطينية في تلك الفترة جذب الكثير من الشباب وانا كنت ثالث او رابع شخص من الكتاب العراقيين من جيلي الذين رحلوا الى لبنان”.
ويضيف “ذهابي الى لبنان كان بصفتي صحفيا يكتب عن الحرب، لكن كانت تعمل في ذهني طبقتان الأولى هي طبقة الصحفي الذي يجب ان يعكس الاحداث بسرعة والجزء الاخر الذي يسكن فيه الكاتب والذي يرى المصائر الإنسانية الصغيرة، وجزء غير قليل من هذه الفترة قد عشتها في الملجأ، والملجأ مكان مهم جدا للروائي لأنه هناك يرى احداثا كثيرة فالناس يعيشون تحت الأرض والحرب فوقهم”.
وبين انه “داخل الملجأ كنت أرى الحياة اللبنانية فهناك نساء تركهن رجالهن وذهبن الى الخليج او الى اوروبا ولم يعدن، فكنت أرى عالم النساء وعالم الرجال غير المقاتلين وهذا امر لفتني جدا ويلاحظه القارئ في رواياتي بشكل واضح لأنه انعكس تماما من خلال وجودي بينهم”.