زين يوسف
للشعر مكان كل يوم في معرض العراق الدولي للكتاب ففي مساء اليوم التاسع للمعرض أقيمت ندوة للشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبي بعنوان “أمسية شعرية مع الموسيقى”، حاوره فيها الشاعر علي وجيه.
بعد تحية للعراق ولجمهور العراق وعلى الدعم الذي يأتي للبنان قرأ وهبي لجمهوره مقاطع من قصيدة عنوانها “ضع وردتك هنا” ويقول فيها:
لست سوى فتى تعفر بتراب القرى
تركك اهلك هنا ومضوا خلف قوت يومهم
عبثا تمحو ندوبك بالقبل
عبثا تخفي مخارج الحروف
الريف ليس لقمة او أسلوبا في الكلام
ريفك شهوات ضارية
نضوج مبكر تحت سماء عارية
تفتح الشوك تحت جلد النزوات
حب الحياة تحت حد المقصلة
مجاورة الموتى كأهل يقيمون إلى الأبد
وتحدث وهبي عن وجود مساحة في شعر الحب كي يكتبه الانسان بشكل مستمر حيث قال ان “مشكلتنا اننا نقرأ شعر وقد سبقتنا عمارة شعرية عربية شاهقة، عمارة لم تكتب شيئا كي يقال، فالاسلاف قالوا كل ما يمكن ان يقال في الحب والموت والعشق وفي الفراق واللقاء والرثاء والهجاء، ونحن هنا في بغداد والعراق بلد الشعر والشعراء فالمسؤولية أكبر والثقل على الكتفين يكون أكثر فأنا قرأت الشعر في مدن وعواصم عربية لكن قراءة الشعر في بغداد يشعرني برهبة أكبر”.
وأضاف انه “رغم ما كتبه الاسلاف من ابداعات عظيمة لكن لكل جيل ولكل انسان ولكل كائن مشاعر واحاسيس وأفكار تختلف عن الاخر ونحن علينا أيضا ان نقول في الحب والموت والفراق وكل الانفعالات والاحاسيس والمشاعر الإنسانية ولكن علينا ان نقولها بلغتنا واحاسيسنا ومشاعرنا التي تشبه الزمن الذي ننتمي اليه وتشبه العصر الذي نحيا فيه وهنا مكمن الإضافة”.
وعن ما تقدمه القصيدة لزاهي وهبي ولا يقدم المقال والاعلام بين انه بسبب عمله في التلفزيون والصحافة منذ أربعين عاما؛ “دائما انظر الى الامر بأن شاشة التلفزيون هي شاشة جماعية، شاشة تتوجه الى شرائح متنوعة ومختلفة من البشر وعلينا نحن من نقدم مادة تلفزيونية ان نحاول إرضاء هذه الشرائح على تنوعها واختلافها وتناقضها أحيانا، اما الورق الأبيض الذي نستخدمه خصوصا في حالة الشعر فهذه شاشة فردية وذاتية فأنت حين تكتب القصيدة تكتب لنفسك أولا ولا يعنيك القارئ او المستمع، وتتشكل القصيدة في وجدان الشاعر كما يتشكل الجنين في رحم امه، فلا يمكن لاحد ان يشارك الام الحامل مراحل تطور وتشكل الجنين وهكذا تتشكل القصيدة لدى الشاعر”.
وفي ختام الندوة قرأ وهبي لجمهوره مجموعة من القصائد التي لاقت استحسانهم وتفاعلهم الكبير.