متابعة/ المدى
افتتح معرض العراق الدولي للكتاب أبواب صالاته التي تزينها اهم دور النشر العراقية والعربية امام الجمهور من الزوار والقراء، وفي جولة صحفية يومية لتغطية اهم دور النشر المشاركة، ارتأينا الانطلاق من القاعة العراقية التي تضم دور النشر العراقية المشاركة في المعرض من خلال منشوراتها ومطبوعاتها العراقية القيمة التي لها اثر على المدى الثقافي العريق في الشارع العراقي وتترك اثرا دوما في المحافل والمهرجانات الثقافية، في مقدمتها دار الرافدين لما تحويه من ارث معرفي له دور في تعزيز إرساء مختلف الثقافات وتذويب الحواجز بين مختلف التوجهات الثقافية في المجتمع.
من سنة لأخرى ومن معرض كتاب لآخر تعتمد دار الرافدين انتهاج اطار مختلف تركز عليه في منشوراتها حول العديد من الشخصيات اللامعة في التاريخ الإنساني، وحديثا اطلقت الدار مشروع ادب المراسلات بين المفكرين وبهذا الصدد يقول محمد هادي مدير دار الرافدين ونائب رئيس جمعية الناشرين والكتبيين: “نعتمد ثيمة مختلفة مع كل سنة وكل مهرجان ثقافي، اطلقنا هذه الفكرة في سنة 2019 مع بداية مشروع ادب المراسلات اذ اصدرنا ما يقارب 18 كتابا كان آخرها مراسلات نيتشة” وعن أهمية هذا النمط من الادب يعقب: “هذا الجنس الادبي احيا فكرة القراءة الواقعية لحياة الكتاب بدون رتوش، ما يكشف تحركاته المباشرة للقارئ، اذا ان الكاتب حين يكتب رسالة سيكون بحالته الواقعية فهو لم يخطط مسبقا لها ولا يعلم بانها ستكون يوما ما كتابا منشورا، هذا ما يوضح أهمية دور الرسائل”.
وفيما يخص ادب السير الذاتية، المشروع الذي رأى النور مؤخرا يقول هادي: “بسبب جائحة كورونا تأخرنا كثيرا لكن اصدرنا اكثر من 10 كتب عن السيرة الذاتية، منها هيلين كلير، وهي طفلة فقدت بصرها وسمعها ونطقها وعانت كثيرا لكنها درست وتعلمت حتى حصلت على الماستر، وبرنارد شو وأخيرا نيتشة وهذه الكتب لم تكن مترجمة سابقا”.
مشاريع أخرى قيد التنفيذ تحضر لها دار الرافدين وبهذا الشأن يعقب هادي قائلا: “مشروع آخر سيطلق قريبا وهو نقل وترجمة ادب لياندرو فرنانديث وهو الاديب الاسباني الذي يعد شكسبير آخر، سنقوم بترجمة جميع رواياته الـ12 الى العربية من خلال الدكتور المتخصص عبد الهادي سعدون”، مستهدفا بذلك تثقيف الشارع العراقي والعربي بالأدب الاسباني متمثلا بفرنانديث ويعقب قائلا :” فرنانديث هو الروائي الأول بالعالم اول من كتب رواية بوجهة نظر اسبانية فالإسبان منحازون لأدبهم، ونحن نقوم بترجمة اعماله بالتشارك مع دار تكوين الكويتية”. محاور السنوات القادمة تأخذ منحى مختلفا اكثر القا كما يقول هادي مضيفا: “ثيمتنا لعام 2021 عن ادب السجون و2022 ستكون السيرة المصورة التي تطرح سيرة حياة الشخصية من خلال الصور، هي محورنا التالي ونقوم الان بالتحضير لها واعدادها وهذا لم نعلن عنه مسبقا”.
وعن الكتب الأكثر مبيعا في الدار خلال اول أيام المعرض يقول هادي: “من الصعب ان نحدد الان في اول أيام المعرض لكن من خلال ملاحظاتنا يأتي الطلب غالبا على روح الشرائع لمونتسكيو، وهو كتاب كان منسيا لفترة ثم أجرينا عليه بعض التعديلات والمراجعات العلمية، وعن أهمية مشاركة دار الرافدين في المعرض يختتم هادي بقوله: “بصفتي احد منظمي المعرض نرى في مشاركتنا دورا أساسيا فنحن كعراقيون منحازون للثقافة خاصة وان اليوم يسبق ذكرى يوم النصر على داعش، يعد المعرض الثاني الأهم على المستوى الدولي في العراق وهذا نصر للكتاب وفخر لنا ثقافة بديلة لثقافة الإرهاب، هذه الصورة المتمثلة بالجمال والثقافة والحب والسلام التي يجب ان نصدرها عن بغداد من خلال معرض الكتاب الذي يعد تحديا للفايروس وحشد الجماهير في فترة صعبة وهذا انتصار بحد ذاته” شاكرا لكل القائمين عليه وفي مقدمتهم إدارة مؤسسة المدى.