زين يوسف
تصوير: محمود رؤوف
الندوات الادبية مستمرة في معرض العراق الدولي للكتاب وهذه المرة استضافت قاعة الندوات الروائية السورية لينا هويان الحسن والروائي العراقي محسن الرملي في ندوة عنوانها «كيف نكتب الرواية – قصة ولادة فكرة حتى الجملة الاخيرة»، والتي أدارها الاعلامي صالح الحمداني.
وعن كيفية كتابة الرواية قالت الراوية لينا هويان “دائما اقول ان الموضوع هو الذي يطاردني ولا أطارده وهو الذي يختارني ولا اختاره، الذاكرة هي المسؤولة عن كتابة الرواية والادب هو الابن المدلل للذاكرة وبالحكايات دائما يشفى العالم، ونحن لا نكتب دون ذاكرة ثرية وخصبة، والعثور على الموضوع هو رهن طبقات الذاكرة التي يملكها الكاتب وتكون احيانا بشكل غير واع، والذاكرة كلما احتوت على تراكمات وطبقات وكان الكاتب مصغيا جيدا ومنصتا مخلصا لما يدور حوله ستولد الرواية”.
وعن السؤال ذاته اجاب الروائي محسن الرملي ذاكرا ان “الاجابة صعبة وكأننا نسأل الشجرة لماذا تثمرين وهي لا تعلم الاجابة، لكن على الصعيد العملي انا من الكتاب الذين يعانون في الكتابة، الكتابة بالنسبة لي ليست سهلة ولا ممتعة على الرغم من اني اكتب منذ ان كان عمري عشر سنوات، فكتابة الرواية بالنسبة لي كالاعداد لاطروحة الدكتوراه، واقل عمل يستغرق سنتين من البحث واعداد المعلومات ومن ثم ابدأ الكتابة”.
وأضاف “انا لا اكتب من اجل الكتابة لكن دافعي للكتابة هو ان هناك شيئا عندي اريد قوله هذا وهو الهدف الرئيس عندما يكون لدي شيء تجاه قضية معينة او مكان او زمان وان كنت مرتاحا دون ان اكتب في موضوع معين فاعتقد ان هذا الموضوع لا يستحق الكتابة”.
ويعطي الرملي امراً مهماً لمن يريد الكتابة، قائلا ان “الكاتب عليه ان يكون ممثلا ويجيد تقمص الشخصيات لهذا انا واثناء الكتابة اتقمص الشخصيات واعيشها وان كان هنالك حوار فأنطقه بشكل تمثيلي من أجل ان تكون الشخصية صادقة، ويكون اختياري للمواضيع التي تقلقني ولدي ما اقوله في تلك المواضيع كما حدث في رواية “ذئبة الحب والكتب”.
وبخصوص اختيار عنوان الرواية واسماء الشخصيات لينا هويان اكدت ان “العنوان ليس صعبا لكنه مرحلة من الكتابة بحد ذاته اما الشخصيات فانا جئت من بيئة ثرية بالاسماء غير المعروفة وقد اعتمدت الاسماء الحقيقية لعدة سلطانات كاسم “كطنة الكنج”، وكان والدها شيخ عرب السردية وقام بغزو الجزيرة السورية في الفرات وكان لاول مرة يرى القطن وبياضه وعندما عاد وجد زوجته قد انجبت بنتا بيضاء فاسماها “كطنة”، وقد تسببت “كطنة” لاحقا بمعارك وحكايات وذكرها الكثير من المستشرقين، وهي كانت بطلة احدى قصصي”.
أما في موضوع نهاية الرواية وهل يتم تحديد وقت لها تحدثت لينا هويان قائلة “مثلما اترك الفكرة تطاردني غالبا الابطال هم من يختارون النهاية، ودائما اقوم بالتحضير للفصل الاخير بعدة طرق واحيانا اقوم بالاستراحة قبل كتابته، فكتابة الرواية شيء وكتابة الفصل الاخير شيء اخر او هو عالم اخر وبالتأكيد لدي طقوس معينة لهذا الامر ابسطها ان استمع الى موسيقى معينة لذلك الامر”.