
زين يوسف
عدسة: محمود رؤوف
اختُتمت ندوات اليوم السادس من معرض العراق الدولي للكتاب بندوة حوارية حضرها جمع غفير، جاءت بعنوان «أسئلة الرواية الجديدة: عن القاهرة وتغيراتها، حوار مفتوح مع الروائي والمترجم أحمد عبد اللطيف»، تحدّث فيها الروائي والمترجم المصري أحمد عبد اللطيف، وأدار الحوار أ. حسن أكرم.
تطرق عبد اللطيف إلى المدن، وبغداد تحديداً، قائلاً إن «هذه الزيارة هي الأولى بالنسبة لي لبغداد، وقد وجدت تشابهاً كبيراً بينها وبين القاهرة، ولذلك نقول إن كل مدينة هي مرآة لمدينة أخرى. تخطيط المدينة وبنيتها وشعور من يسير فيها هو ما أشعرني بهذا التشابه، فلم أشعر أنني في مكان غريب».
وعن الرواية المصرية وبداياتها، قال إن «نجيب محفوظ هو المؤسس للرواية العربية والمصرية بشكل خاص، بناءً على مشروعه الذي امتد لأكثر من خمسين سنة. وفي روايات نجيب محفوظ كان السؤال الفلسفي والوجودي والسؤال الاجتماعي هو قلب الرواية، في حين أن السؤال السياسي كان موجوداً لكنه مهمشاً، باعتبار أن نجيب محفوظ كان ميالاً أكثر لفكرة التحليل الاجتماعي واتخاذ ظواهر اجتماعية وتحويلها إلى رموز، مثل فكرة الحارة التي تعد بالنسبة له العالم، و»الفتوة» الذي يمثل السلطة، وسكان الحارة الذين يمثلون المواطنين».
وأضاف أن «في مشروع نجيب محفوظ روايات ما بين الواقعية التي رصدت مرحلة مهمة في التاريخ المصري وهي المرحلة الملكية، ثم انتقل إلى مساحة أخرى مثل رواية «الطريق» التي ذهب بها إلى سؤال وجودي». وبيّن عبد اللطيف أن «جيل التسعينات في الرواية المصرية تخلى تماماً عن الأيديولوجيا وابتعد عن السياسة، واعتبر الرواية فناً فردياً يعبر عن الفرد. وكان ذلك متصلاً مع فكرة انهيار القومية العربية، أو الحرب العراقية الكويتية كإقرار أخير لفكرة التعاون العربي، وتوافق معه كذلك تغيرات كبيرة داخل مصر مثل عمليات الخصخصة التي كانت تعني انهيار الاشتراكية أو انهيار مشروع جمال عبد الناصر». وتابع قائلاً إن «في فترة التسعينات انتشرت الروايات القصيرة التي يمكن تسميتها «نوفيلا» وليست رواية، واختفت الجماعة من الرواية وأصبح الأمر فردياً. فكما لم يكن هناك مشروع قومي للبلد، لم يكن هناك مشروع جماعي للرواية. الروائي أصبح يكتب عن أزمته الشخصية، وعن الأزمات المرتبطة بالعمل والعلاقات العاطفية وصعوبة المعيشة، وكل هذا انعكس بشكل رئيسي داخل رواية التسعينات».
ولفت إلى أنه «مع بداية الألفية الجديدة ظهرت أنماط جديدة في الكتابة مختلفة عن الأجيال السابقة. فعلى سبيل المثال، في السنوات الأولى من الألفية لم يكن سؤال السياسة مطروحاً، وإنما أسئلة أخرى، ومنها استعادة التراث العربي وظهوره والتناص معه داخل نصوص كتبت في تلك السنوات».
