0%

بين الشناشيل والدفاتر والملصقات… جورن آرت بروح عراقية خالصة

محمد فاضل
عدسة: محمود رؤوف
في زاوية تنبض بالألوان داخل معرض العراق الدولي للكتاب، تبرز تجارب شبابية تسعى إلى إعادة تشكيل الهوية البصرية العراقية عبر فن حديث نسبيًا، لكنه يجد اليوم طريقه إلى جمهور واسع: فن الجورن آرت. وبين المبادرات الفردية والعمل الحِرَفي المتقن، تظهر علامات تجارية عراقية شابة تحاول أن تقدّم بدائل محلية قادرة على منافسة المنتجات الأجنبية، مع المحافظة على روح المكان وذاكرة بغداد.
تبدأ حنين كريم عيسى، صاحبة براند (حاء نون) وأول مؤلفة لكتاب متخصص بالجورن آرت في الشرق الأوسط، بالحديث عن تجربتها قائلة:
“براند (حاء نون) مختص بمنتجات الجورن آرت بطابع عراقي بحت، محاكاةً للمنتجات الأجنبية والصينية لكن بروحنا ولهجتنا وتراثنا. حاولتُ إبراز الملامح المحلية القديمة، من الشناشيل إلى تفاصيل الحياة اليومية”.
وتوضح أن علاقتها بهذا الفن بدأت دون أن تدرك أنه فن قائم بذاته:
“كنتُ أجمع ما يعجبني من المجلات وألصقه في الدفاتر أو على الجدران… ولم أكن أعلم أن ذلك يُسمّى جورن آرت، فهو فن مستحدث عمره نحو إحدى عشرة سنة. وبعد أن تعرّفتُ عليه بدأت أستورد المنتجات من الصين وأبيعها، ثم فكرتُ بتأسيس براند خاص يصنع منتجات محلية تحاكي العلامات العالمية”.
وتضيف: «نصمّم جميع هذه المواد أنا وفريقي داخل العراق، لكن للأسف لا توجد مطابع مخصصة لها، لذلك أضطر إلى طباعتها في الصين. التحديات كثيرة… ليس لدي مكان لعرض المنتجات حتى الآن، كما أن الاختام الخشبية والمطاطية غير متوفرة محليًا، ما يجعلني أتحمل أوقات تصنيع ونقل بحري تمتد إلى 60 يومًا”.
وتنتج حنين مجموعات واسعة من الملصقات والاختام والدفاتر والورق، منها: تصميم وصنع الستيكرات (شناشيل بغدادية – يوم في الماضي ،تحاكي التراث العراقي – يوم في المكتبة تحاكي شارع المتنبي والمكتبات والكتب) والاختام كـ( اقتباسات اللغة العربية – الوقت والتاريخ ) والدفاتر (بانواعها المنقوشة وغير المنقوشة) كذلك الورق ،وجميعها بطابع عراقي
كما ألّفت أول كتاب من نوعه في المنطقة، يقدّم مدخلًا مبسطًا للمبتدئين في الجورن آرت، ويحتوي مواد أولية مثل ورق القطع والستيكرات.
من جانبه، يتحدث علي ياسين ممثل دار الحلاج، وهي العلامة التجارية الخاصة بزوجته وأول براند عراقي في هذا المجال، قائلًا: «بدأنا أول متجر لتوفير مواد الجورن آرت، ثم اتخذنا خطوة جديدة في التصميم والتصنيع. لاحظنا أن الحضارات الأخرى ممثلة في المنتجات المنتشرة، بينما الحضارة العراقية غائبة، فكان دورنا إعادة تقديمها وتسويقها من خلال هذه المواد”.
ويضيف: «صنعنا منتجات عراقية لشخصيات مثل ناظم الغزالي، مظفر النواب، زها حديد، عمو بابا… وغيرها. كما صمّمنا مجموعات مستوحاة من حضارتنا: الزقورة، بوابة عشتار، تمثال لاماسو، الشناشيل البغدادية”.
ويؤكد أن عملهم يحمل جانبين متلازمين:
“الجانب التجاري حاضر، لكن الجانب الثقافي والحضاري يسير بموازاته”.
أما التحديات، فيختصرها بقوله:
“غياب القوانين الداعمة للأعمال الناشئة والبراندات الجديدة يبطئ نموّنا. نواجه مشاكل في التصدير وحتى في تسجيل العلامة التجارية. كل ما نقدمه قائم على جهد ذاتي خالص .

Scroll to Top