بغداد- المدى
عدسة: محمود رؤوف
لم يقتصر حضور الناشرين العرب في النسخة السادسة من معرض العراق الدولي للكتاب على أروقة المعرض وحفلات التوقيع، بل امتدّ إلى شوارع بغداد ومقاهيها وأسواقها التاريخية، حيث اكتشفوا نبض المدينة الثقافي والاجتماعي، وعاشوا تجربة فريدة دمجت بين العمل الثقافي والاحتكاك بالواقع اليومي للعاصمة.
رياض شنيتر، صاحب دار سوتيميديا، وصف زياراته للأسواق التقليدية والحدائق العامة بأنها كانت تجربة ثرية، أتاح له التعرف على حياة الناس اليومية وارتباطهم بالثقافة. وأضاف أن بغداد مدينة نابضة بالحياة، وأن التفاعل مع الجمهور والقراء أعاد إليه شعورًا بأن الكتاب لا يزال وسيلة قوية للتواصل والفكر، مهما تعقدت الظروف.
سامي أحمد، صاحب دار تكوين السورية، عبّر عن إعجابه بالمقاهي التاريخية التي زارها، والتي شكلت ملتقى للمثقفين والكتاب والقراء. وقال أحمد إنه شعر أحيانًا وكأنه في دمشق، نتيجة الأجواء الحيوية وحفاوة الترحيب التي تلقاها من الزوار والمثقفين على حد سواء، ما جعل رحلته في العاصمة تجربة شخصية غنية، إلى جانب مشاركته في فعاليات المعرض.
كاظم العالول، صاحب دار الفينيق الأردنية، ركّز على الجانب التراثي للعاصمة، مشيرًا إلى أن تنقله بين الأسواق القديمة والمواقع التاريخية أعطاه منظورًا أوسع لفهم الثقافة العراقية وسياق الإنتاج الفكري والأدبي الذي يحيط بالمعرض. وأوضح أن هذه التجربة عززت شعوره بارتباط الثقافة بالمجتمع المحلي، وأكدت على أهمية المعارض كمنصة للتفاعل بين الثقافات العربية.
أما عبد الكريم الحميدي، ممثل وزارة الثقافة القطرية في المعرض، فأوضح أن الجولات خارج أروقة المعرض، بما فيها زيارة مكتبات محلية ومقاهي تجمع المثقفين، ساعدت على ربط المشاركة الرسمية بالواقع اليومي للعاصمة، مؤكّدًا أن بغداد تمنح الناشرين والزوار فرصة فريدة لفهم الثقافة العراقية من الداخل، وتعكس عمق الروابط الثقافية بين العراق وبلدان المنطقة.
بهذه الجولة بين المقاهي والأسواق والمكتبات، بدا واضحًا أن بغداد ليست مجرد مكان لعرض الكتب، بل مدينة حية تتنفس الثقافة والفكر والإبداع، حيث يمتزج التراث بالحداثة، ويلتقي القرّاء والكتّاب على أرض الواقع، مؤكدين أن المعرض يمثل مساحة للقاء الفكري والتبادل الثقافي، تعكس انفتاح العراق على التجارب العربية والدولية، وتؤكد دوره مركزًا للمعرفة والإبداع في المنطقة.