زين يوسف
تصوير محمود رؤوف
ضيفت قاعة الندوات في معرض العراق للكتاب ندوة بعنوان «مسرح ومسارح تحت سماء الأبيض والأسود»، تحدث فيها استاذ علم الجماليات د. عقيل مهدي والفنانة د.عواطف نعيم والفنان منير راضي وأدار الندوة د. حسين علي هارف.
تحدث مهدي عن المسرح العراقي في زمن الابيض والاسود وعن الدلالات السيميائية ونماذج منتقاة من العروض المسرحية وقال ان “الجذر اللفظي للمسرح باعتبار المشهد المسرحي مركبا بمنظومة شكل ودلالة وتحولات من مشهد الى اخر وبايقاع بصري ومهارة اخراجية وأداء ممثل وموضوعات المسرح هي خزين من الميثولوجيا والتاريخ والجغرافيا للشعوب».
وأضاف «عندما تكون الخلفية بيضاء فإنها تشف عما وراءها أما السوداء فتظهر ما هو أمامها ولذلك نرى بعض المسرحيات التي قدمت اللون وعلى سبيل المثال “عطيل” هذا الرجل الاسمر الذي قدم بطريقة تقليدية كلاسيكية عندما قدمها ابراهيم جلال».
وبين ان “الاسلوب في مسرح الابيض والاسود يكون متنوعا ومثال ذلك البعد السايكولوجي في ابطال “شكسبير”، ونرى في مسرحية “ماكبث” مالكوم احدى شخصيات المسرحية وهي تصف الملك الدكتاتور ماكبث بانه دموي وشهواني وحقود فيه كل خطيئة يمكن تسميتها».
الفنان منير راضي تحدث عن اصل المسرح وبداياته قائلا “الابيض هو الابيض والسواد قد تكون له تشكيلة ثانية والمسرح العراقي موجود منذ الالفية الثانية قبل الميلاد أي قبل الاغريق لكني سأبدأ من عام 1948 بالتحديد منذ نكبة فلسطين وصولا الى المرحوم يوسف العاني والذي يعد من أهم كتاب المسرح في العراق الى جانب عادل كاظم وجليل القيسي ونور الدين فارس ومحي الدين زنكنة، وعلى الرغم من ان المرحوم ابراهيم جلال قد درس المسرح في الولايات المتحدة وكان اول من أدخل منهج “بريشت” الملحمي في الاداء التمثيلي والاسلوب الاخراجي وحتى في تأويل النص».
وذكر ان “هنالك جيلا كاملا من اجيال الابيض والاسود تربوا في مراكز الشباب منذ زمن الستينيات وهم اسماء كبيرة لها بصمة في تاريخ المسرح العراقي وهذا الجيل كان ظهيرا لجيل الاساتذة الموجودين لذلك وصلوا ودرسوا معهم ولكن مراكز الشباب كانت اللبنة الاولى لمعظم الجيل الثاني وجزء من الجيل الثالث في المسرح العراقي».
الفنانة عواطف نعيم قدمت شهادة عن المسرح قالت فيها “المسرح هو عالم من ألوان متعددة ومختلفة، هو مشاعر واحاسيس ورؤى تعتلي خشبة المسرح ونحن عندما نحضر الى المسرح نرى الممثل وما يرتدي من ازياء والوان مختلفة لذلك نحن نرى اللون، وليس ثمة أبيض او اسود ولكن ثمة ابيض او اسود في طبيعة المجتمعات التي تنظر وترى».
وأضافت “لو أردنا ان ننصف المسرح العراقي فعلينا ان نتحدث عن المجتمع العراقي في فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وكيف كان هذا المجتمع الذي قبل وتقبل هؤلاء الممثلين وهم يقدمون شخصيات متنوعة من المسرح العالمي والشعبي والقصص والفولكلور والتراث وكيف لمجتمع ان يتقبل هؤلاء في تلك الفترة كان هناك ايمانا من هؤلاء المسرحيين بأن المسرح ثقافة».
وأكدت “اننا لو اردنا ان نعلم المجتمع وان نبث الوعي وقيم الخير والانسانية وقيم المعرفة والتنوير فعلينا ان نبدأ بالمسرح وكان هؤلاء المعلمون الاوائل وعلينا دائما عندما نذكرهم ان لا نغفل ما انجزوا وما قدموا في فترات عصيبة ومضطربة في تاريخ الحياة العراقية».