
محمد فاضل
عدسة: محمود رؤوف
وسط أجواء معرض العراق الدولي للكتاب، حيث تتناغم المعرفة والفن والثقافة، يقف اسم واحد شامخًا ليس فقط كمرطبات شهيرة بل كرمز للتراث والمكانة الاجتماعية في بغداد، إنه (حجي زبالة).
الحاج محمد عبد الغفور، ابن الجيل الثالث، يروي تاريخ العائلة: جدي المؤسس وُلد عام1870 م، والحجي 1900 م، وأنا وُلدت عام 1943. اسمه الحقيقي عبد الغفور، لكنه اشتهر باسم (حجي زبالة) لأن والدته فقدت سبعة من أولاده الأوائل وكان آخرهم (إبراهيم الذي احترق ومات)، فكان الطفل الثامن (زبالة) خوفًا أن يصيبه ما أصاب إخوته. بدأ اجدادي محلهم في بداية الجسر الخشبي القديم، قرب التقاعد العامة، حيث كان المّارون يتوقفون لشرب (الشربت) وفي الشتاء يُضاف ( الشلغم) للمرطبات.
الحاج محمد يضيف: لي الشرف أن أشارك في هذا المحفل الكبير. الكتب الناطقة هنا تعلمك، تناغيك، تألمك، وتضحكك. شعوري وأنا وسط هذا الجمال عظيم، خصوصًا وأن مرطبات (الحاج زبالة) أصبحت اسمًا عالميًا يعرفه الجميع لمصداقيتها وبساطتها، فلدي أرشيف كامل وكتب خارج العراق كتبت باسم محلنا وتاريخه 1900م، بعد 125 سنة من النجاح.
الإقبال على المعرض كبير من جميع أنحاء العراق والوطن العربي، ليس فقط العراقيين. فالمعرض يجعل الكتاب في متناول الجميع بدل تحمل مشاق السفر، ويقدم فرصًا للتعرف على مؤلفات متنوعة، من الطب واللغة والشعر والعلوم الاجتماعية وغيرها.
وكذلك يشيد الحاج محمد بالتنظيم الحالي للمعرض: هناك تجدد وتنظيم أجمل وأفضل مقارنة بالمعارض السابقة، حيث كانت سابقًا مبعثرة، أما اليوم فالتوزيع منظم، والمؤلفات والعلامات الدالة تسهّل الوصول إلى الكتب المطلوبة.
بين الحاضرين، علي حسين، قارئ شاب، يؤكد للـ(مدى): وجود مرطبات (حجي زبالة) مهم جدًا، لأنها جزء من ثقافة شارع المتنبي، ونزوره في كل مرة نتسوق فيها من المتنبي.»
من خلال هذا المزج بين التاريخ والتراث الثقافي والمعرفي، يثبت (حجي زبالة) أن مرطباته ليست مجرد شراب منعش، بل جزء من ذاكرة بغداد الثقافية، ومكونًا أساسياً في تجربة الكتاب والمعرفة في قلب العراق.
