0%

المرأة العراقية تواجه التحديات وتثبت حضورها في العلوم والسياسة

نبأ مشرق
عدسة: محمود رؤوف
في ظل الإنجازات التي حققتها المرأة العراقية على الصعيد العلمي والأكاديمي، يظل حضورها في السياسة محدودًا بسبب الواقع السياسي والطابع الذكوري للمجتمع، وفقًا لما أكدت عليه كلٌّ من المحللة السياسية سهاد الشمري والناشطة في حقوق الإنسان هناء أدور. ورغم النجاحات، فإن التحديات لا تزال قائمة، مما يثير التساؤل عن مدى استثمار المجتمع لقدرات المرأة وتمكينها على جميع الأصعدة.
وصفت المحللة السياسية سهاد الشمري واقع مشاركة المرأة العراقية في الساحة السياسية بالمعقّد، مشيرة إلى أن أبرز الإنجازات التي حققتها المرأة في البرلمان خلال السنوات الأخيرة “لا تُذكر في ظل الواقع السياسي العراقي الذي تفرضه الأحزاب”.
وقالت الشمري: “المرأة تشارك في مجلس النواب غالبًا كعدد تكميلي، وليست بالضرورة صانعة قرار. حين تدخل إلى القبة، فإن مشاركتها غالبًا تكون جنبًا إلى جنب مع الرجل، ضمن النظام السياسي التوافقي الذي يحدد مسار اتخاذ القرار”.
وأضافت: “التحديات كبيرة، منها الطابع الذكوري للمجتمع وهيمنة القوى السياسية على القرار داخل مجلس النواب، ما يُحجِّم قدرة المرأة على ممارسة دورها السياسي الحقيقي. تجاوز هذه العقبات يعتمد على قوة ووعي المرأة العراقية وقدرتها على فرض حضورها ضمن العملية السياسية”.
وأوضحت الشمري أن قراءة الواقع السياسي العراقي تُظهر أن “دور المرأة في صنع القرار محدود، ليس بسبب النظرة التشاؤمية، بل نتيجة طبيعة النظام التوافقي الذي حكم العراق طوال السنوات السابقة، حيث تُتخذ القرارات بعيدًا عن تمكين المرأة الفعلي”.
أكدت الناشطة في حقوق الإنسان هناء أدور أن المرأة العراقية حققت العديد من الإنجازات في مختلف المجالات، إلا أن المجتمع يشهد اليوم ارتدادًا يؤثر على حضورها ومشاركتها الفعلية.
وقالت أدور: “بعد سنوات من الإنجازات، نشعر اليوم بتراجع فيما يخص النظر إلى المرأة ومشاركتها الحقيقية. على الورق هناك تشريعات وإنجازات، لكن عند متابعة الواقع على وسائل التواصل الاجتماعي أو في الإعلام، نجد مواقف سلبية تجاه المرأة، وتهديدًا لحقوقها في المشاركة على قدم المساواة”.
وأوضحت أن هذا التراجع يشكل قلقًا كبيرًا، مشيرة إلى أن المرأة تمثل ركيزة أساسية في المجتمع، وغياب استثمار طاقتها ينعكس سلبًا على التنمية والاستقرار.
وحول المجالات التي تصدرت فيها المرأة الإنجازات، قالت هناء: “أكثر ما لاحظته الإنجازات في المجال العلمي والأكاديمي، إلى جانب بعض الحضور في السياسة، بينما ما زالت مشاركتها في الرياضة وريادة الأعمال محدودة، رغم بداية ظهور دور بارز لبعض النساء في لجان ومؤسسات مهمة”.
وأضافت: “في المجال السياسي، كثير من الإنجازات كانت محدودة ومرتبطة بتنفيذ سياسات حزبية، وليس بالضرورة نتاج مشاركة حقيقية وفعّالة للمرأة. نواجه أيضًا تحديات العنف وخطابات الكراهية والتهميش، ما يعيق مشاركة المرأة الكفوءة في المجالات كافة”.
واختتمت أدور بالقول: “بالرغم من الصعوبات، هناك مساحات نجحت فيها المرأة وأثبتت حضورها، خصوصًا في العلوم والرياضة، ونأمل أن يستمر المجتمع في دعمها وتمكينها لتكون شريكًا حقيقيًا في التنمية وبناء المجتمع”.
ويخلص الخبراء والناشطون إلى أن تمكين المرأة العراقية يحتاج إلى أكثر من تشريعات ورقية؛ فهو يتطلب تعزيز الوعي المجتمعي، ومواجهة الخطابات السلبية، وفتح المجال أمامها لتكون مشاركة فاعلة في صنع القرار، لضمان أن تصبح شريكًا حقيقيًا في التنمية وبناء المجتمع، كما أثبتت حضورها المميز في العلوم والرياضة.

Scroll to Top