تبارك عبد المجيد
في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العصر الرقمي، أصبح إعداد كتب تلبي احتياجات الشباب وتواكب اهتماماتهم أمرًا بالغ الأهمية.
يشير ناشرون ومختصون في صناعة الكتاب إلى تغيّر واضح في سلوكيات القراءة بين الشباب، ما يتطلب أساليب مبتكرة لجذب هذه الفئة.
تقول آمنة، صاحبة دار “آمنة للنشر والتوزيع”، إن الاهتمام بالكتب ذات الصفحات القصيرة والكلمات المحدودة أصبح ضرورة لجذب الشباب، الذين اعتادوا على المحتوى المقتضب في مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت: “الشباب اليوم مستهلكون للمحتوى السريع، لذا من المهم أن تكون الكتب ذات حجم صغير وأسطر قليلة، خاصة مع المواضيع الجذابة التي ترتبط بالترندات الراهنة”.
وأوضحت آمنة لـ(ملحق المدى)، أن “الإقبال على كتب السياسة والتاريخ محدود، حيث أن الفئة التي تهتم بها غالبًا ما تكون من الطلاب أو الشباب المهتمين بالبحث الأكاديمي”. وأضافت: “رغم أن هذه الفئة قليلة، إلا أنها تعكس عمقًا فكريًا وتبحث عن المعرفة في مجالات متخصصة”.
تحدث احمد خالد من دار “مدارك” في المملكة العربية السعودية عن الإقبال الكبير على كتب تطوير الذات وعلم النفس. وقال: “السوشال ميديا أثرت بشكل كبير على نفسية الشباب، مما جعلهم يميلون لقراءة كتب تساعدهم على تحسين حياتهم ومواجهة الاكتئاب. الفئات العمرية المهتمة بهذه الكتب متنوعة، وتزداد شعبيتها باستمرار”.
لإعداد كتب تلائم احتياجات الشباب في زمن السرعة، يقول محمد انه “يجب التركيز على موضوعات تلامس اهتماماتهم مثل التكنولوجيا والتنمية الذاتية، مع كتابة بأسلوب بسيط ومباشر يعتمد على القصص والحكايات”، وأشار الى ان “تصميم الكتاب يجب أن يكون جذابًا، بفصول قصيرة وملخصات بصرية. إدماج التفاعل من خلال أسئلة أو تجارب شخصية يعزز ارتباطهم بالمحتوى، مما يجعل القراءة ممتعة وذات صلة بحياتهم اليومية”.
أضاف محمد: “في زمن المحتوى السريع، يمكن استخدام الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع القراءة من خلال تحديات ممتعة ومراجعات جذابة للكتب. كما أن تسليط الضوء على الكتّاب الشباب، الذين يكتبون بلغة وأسلوب قريب من اهتمامات جيلهم، يخلق ارتباطًا قويًا بين القارئ والمحتوى. هذه الاستراتيجيات تجعل الكتاب أكثر قربًا من واقع الشباب اليوم”.
وفي تعليق آخر، شدد محمود من دار “أديير للنشر والتوزيع” على أهمية مواكبة العصر الحديث في صناعة الكتب، قائلًا: “الكتب يجب أن تعكس المشاكل الاجتماعية والسياسية لكل عصر. الجيل الحالي يحب الكتب التي تتماشى مع واقعه، لذا لا يمكن أن نقدم أفكارًا كلاسيكية قديمة في ظل التغيرات المستمرة”.
أما عن اهتمامات القراء الأصغر سنًا، بين 15 و18 عامًا، فقد أوضح أن هذه الفئة تميل إلى قراءة كتب الفانتازيا والرعب والروايات الحميمية. وأشار إلى أن: “هذه الكتب، رغم بساطتها، تشكل بداية جيدة للقراءة، حيث يطور الشباب ذوقهم الأدبي تدريجيًا انطلاقًا من هذه الأنواع”، معبرا عن استغرابه في البداية من ميل الشباب لهذا النوع من الكتب الأدبية.