
محمد فاضل
عدسة: محمود رؤوف
شهد معرض العراق الدولي للكتاب مشاركة مميزة لمؤسسة موكرياني الكردية للطباعة والنشر، التي ركزت على عرض الكتب الكردية الأدبية والتاريخية، إلى جانب مواد تعليم اللغة العربية للكرد. ورغم أن المؤسسة تمتلك عناوين متعددة بين الفارسية والإنكليزية والعربية، كان التركيز الأساسي على الكتب الكردية بلغتها الأصلية، لما لها من أهمية ثقافية وتاريخية كبيرة. وقد أبدى زوار المعرض إعجابهم بهذا التنوّع والاهتمام بالمحتوى المحلي، الذي يعكس ثراء الثقافة الكردية.
وأكدت إدارة المؤسسة أن الهدف من المشاركة ليس لغويًا فقط، بل يمتد إلى التواصل الثقافي بين المكونات العراقية. وقال المسؤولون: «نعيش معًا وعلينا أن نتعايش، لذلك من المهم أن نتعلم لغات بعضنا البعض. المشاركة ليست مجرد تعليم لغة، بل هي جسر ثقافي يربط بين الشعوب ويقرب بين التجارب الإنسانية ويزيد من فهمنا المشترك للتاريخ والحياة اليومية لكل شعب.»
وأشارت سيماء محمد إلى أن الكتب الكردية التي جلبتها المؤسسة لعبت دورًا مهمًا ضمن فعاليات الدورة السادسة للمعرض، مضيفة: «نبحث دائمًا عن الكتاب الكردي بلغته الأصلية لنتعرف على ما كتبه الكتاب والشعراء والنقاد الكرد. الأدب الكردي غني بالشعر والنثر والمسرح والقصة والمقالة، ويعكس تاريخ الشعب الكردي وتضحياته وصموده عبر العصور، كما ينقل القيم والعادات والموروث الثقافي.»
من جانبها، قالت علياء حسين: «اللغة وسيلة التواصل بين أبناء البلد الواحد، والعراق يمتلك عدة لغات مثل الكردية والتركمانية واليزيدية، إلى جانب لهجاتنا المتنوعة. علينا أن نتعلم لغات بعضنا البعض لنكون أقرب ثقافيًا، ولنتعرف على فنون وأدب الآخرين. أسعدني رؤية مكتبات الكتب الكردية، وتمنيت لو رأت باقي اللغات العراقية تمثيلًا أكبر لتظهر ثراء ثقافتنا وتنوعها.»
ويعرف الأدب الكردي بارتباطه بالطبيعة والجبال، وبقصص المقاومة والتمسك باللغة، والنهوض بعد الألم، كما ينقل تقاليد وأسطورة الشعب الكردي عبر الشعر والنثر. وقد أصبح الاطلاع على هذا الأدب جزءًا مهمًا من فهم الهوية الكردية والغنى الثقافي للعراق بشكل عام، ما يجعل هذه المشاركة في المعرض جسرًا للمعرفة والتقارب بين مختلف مكونات المجتمع.
