عامر مؤيد
في بعض دور النشر، المشاركة في معرض العراق الدولي للكتاب، هناك من يقوم بطباعة الكتب الصغيرة او ما يسمى بكتاب “الجيب”.
عندما نعثر على كتب الجيب ونشعر بالرغبة في اقتنائها، فهي محطة تدفع الكثير من القراء وخاصة كبار السن لتذكر بدايات مراحل شغفهم بعالم الكتاب، إذ كانت شائعة جداً، لدرجة أنها كانت ثاني أكثر الكتب مبيعاً في العالم ومتوافرة في العديد من المكتبات ودور النشر في السابق، ولكن أن تعثر على كتب صغيرة بحجم الأصبع الواحد، فهذا الأمر قد يحتاج للتوقف.
الفكرة شيقة جدا، وتدعو للاقتناء، كما تقول رحمة وليد هي من زوار معرض العراق الدولي للكتاب، اذ تقول “فعملية عرض تلك العناوين واصدارها في كتب مصغرة هي وسيلة للتشجيع على القراءة وتحفيزها.
وتضيف وليد أن “الاستفادة من مصغرات هذه الكتب هو لتقديمها هدايا أو لتزيين المنازل، المهم أنها هدايا قيمة مستوحاة من نوادر عالمية مهمة”.
الكتب الصغيرة بنظر، زاهد محمد، ” ليست جذابة فقط، بل إنها حافز لاستقطاب جماهير جدد للقراءة، خاصة عشاق الموضة الناشئين، فهي على الرغم من صغر حجمها، إلا أنها مليئة بالحب والإبداع.
ويضيف أن “فكرة أن تحمل كتابك الذي تنوي قراءته في جيبك من الأمور التي هي في غاية الروعة، على الرغم من أن صاحبي قد سألني مرة ونحن نتحدث عن كتب الجيب والاصدارات المصغرة عن الجدوى من اقتناء كتاب بهذا الحجم وحمله بينما أنت ترتدي ثيابا ليس فيها جيوباً، وقد ضحكنا في وقتها”.
من جهتها، ترى زينب حامد وهي عاملة في احدى الدور، ان “مصغرات الكتب وكذلك كتب الجيب، هي مخصصة بنظرها للهدايا. وتقول إن “مسألة أن تقدم هدية مغلفة على شكل كتاب مصغر لشخص عزيز أو قريب، حتما ستبعث السعادة في داخله، وخاصة اذا كان من عشاق القراءة”.
وتشير إلى أن معرض العراق الدولي للكتاب أتاح فرصة جميلة لها، لكي تقتني بعض تلك الإصدارات المصغرة، وكتب الجيب النادرة، غاية في تقديمها كهدايا في مناسبات معينة لمعارفها من الذين يدمنون على القراءة.
فكرة مصغرات الكتب في مجتمعنا العراقي تبدو غير شائعة برغم من أن لها اقبالا كبيرا في المجتمعات الغربية، ويعود ذلك بحسب دور النشر إلى تكاليف الطباعة، فتكاليف طباعتها المالية هي نفسها التي ستنفقها لطباعة كتب بأحجام عادية، وهذا الأمر بنظر دور النشر يعد مكلفا وغير اقتصادي، لأن المشتري سينظر لحجم الكتاب ويقارنه بسعره وبذلك سيفضل الكتب الصادرة بأحجامها المتعارف علها.
الأمر الآخر الذي يحجب عن اصدار وبيع مصغرات الكتب هو سرقتها بسهولة، حيث أن عرض هذا الكتب يسهل عملية سرقتها بسهولة من دون اكتشاف ذلك. ولكن في المقابل، هناك ميزات تتجاوز ذلك في حال كانت هناك رغبة جادة في توفير تلك الإصدارات المصغرة وكتب الجيب، وهي التشجيع على القراءة، فالمتعارف عليه أن الهدايا كالتحف دائما ما تكون أشياء ذات معاني ثقافية ذات قيمة عالية، وهنا عندما يكون الكتاب المصغر هدية فهو يجسد ثقافة الكتاب في حياتنا وأهمية وجوده.