تبارك عبد المجيد
تعد الكتب من أقدم وأهم وسائل التعبير عن الأفكار والمعتقدات، حيث تحمل بين طياتها عصارة عقول الكُتّاب وأصواتهم، متجاوزة حدود الزمان والمكان. لكن هل يمكن اعتبار الكتب منصة حقيقية لحرية الرأي والتعبير؟ للإجابة على هذا السؤال، استطلعنا آراء ثلاثة أشخاص يمثلون وجهات نظر متنوعة.
الكتابة: أداة تعبير خالدة
يرى الكاتب والمؤلف أحمد السالمي أن الكتب تمثل أعظم منصة لحرية الرأي والتعبير. وفي حديثه لـ(ملحق المدى)، قال:
“الكتب تمنح الكُتّاب مساحة واسعة للتعبير عن أفكارهم بعمق وبدون قيود آنية. الكتابة تتيح وقتًا كافيًا لتحليل الموضوعات وتوثيقها، مما يجعلها مرجعًا للأجيال القادمة. ورغم وجود تحديات مثل الرقابة أو القيود المجتمعية، إلا أن هذه العقبات لم تمنع الكُتّاب من إيصال رسائلهم. في النهاية، الكتاب أداة قوية تُعبر عن الإنسان وتخاطب العقل والقلب في آن واحد.”
النشر بين حرية التعبير والمسؤولية
من جانبها، ترى الناشرة هند العيسى أن الكتب تلعب دورًا مزدوجًا كوسيلة للتعبير والتأثير على المجتمع. وفي حديثها لـ(ملحق المدى)، أشارت إلى أن:
“حرية الرأي عبر الكتب ليست مطلقة، فكثيرًا ما نواجه مشكلات تتعلق بالرقابة أو المحظورات الدينية والسياسية. أحيانًا، يتعين علينا تعديل النصوص أو رفض نشر بعض الكتب خوفًا من ردود الفعل، لكننا نحاول دائمًا دعم التنوع الفكري وتوفير منصة للأصوات المختلفة. بالنسبة لي، الكتب مساحة لإيجاد توازن بين حرية التعبير والمسؤولية تجاه المجتمع.”
القارئ: شريك في المعادلة
أما القارئ والناشط الثقافي محمود الجبري، فيعتبر الكتب متنفسًا للفكر الحر ومنجمًا للأفكار الجديدة. وفي حديثه لـ(ملحق المدى)، قال:
“عندما أقرأ كتابًا جريئًا يناقش قضايا حساسة، أشعر بأنني أعيش تجربة فريدة من التواصل مع كاتب لا يخشى التعبير عن رأيه. ومع ذلك، هناك دول وأنظمة تقيد تداول الكتب، مما يحد من وصول الناس إلى الأفكار المختلفة. الحرية الحقيقية تتحقق عندما يُسمح بتداول جميع الكتب، حتى وإن كانت مثيرة للجدل. فالكتب ليست مجرد كلمات، بل أدوات لتحفيز الحوار وتوسيع الأفق”.
تحديات مستمرة وحرية منقوصة
يتفق الجميع على أن الكتب تُعد وسيلة أساسية لحرية الرأي والتعبير، لكنها تواجه تحديات عديدة، سواء من حيث القيود القانونية أو المجتمعية. وبينما يظل الكُتّاب والناشرون والقُرّاء يسعون لدعم حرية التعبير من خلال الكتب، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرتنا على تحقيق التوازن بين هذه الحرية والمسؤولية تجاه المجتمعات التي ننتمي إليها.