0%

العراقيون انتصروا على الإرهاب ويسعون لهزيمة التخلف والجهل

تقرير/ سيف مهدي
عدسة/ محمود رؤوف

في الذكرى الثالثة ليوم “النصر الكبير” الذي أعلن من مدينة الموصل بعد أعوام من الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، والذي يصادف اليوم الثاني من افتتاح معرض العراق الدولي للكتاب في وسط العاصمة بغداد، يوم تحول فيه العراق من أصوات دوي المدافع وأصوات ازيز الرصاص الى يوم يتجول فيه المواطنون وسط عناوين الكتب في معرض الكتاب.

فبعدما كانت اغلب دول العالم تحذر رعاياها من الذهاب الى العراق، تشارك اليوم في معرض الكتاب دور نشر عديدة من 21 دولة.

وفي اثناء تجوالنا داخل المعرض صادفنا منتسبا في جهاز مكافحة الإرهاب يحمل معه مجموعة من الكتب رفض الكشف عن اسمائها لأسباب عزاها الى امنية على حد قوله، وسألناه عن مشاعره بهذا اليوم، أجاب بانه “فرحة لا تعلو بعدها فرحة على مدى حياته” والابتسامة تعلو وجهه، فسألناه ما فرق اليوم عن ذات اليوم قبل ثلاثة أعوام، أجاب “في البداية المكان يختلف، انا كنت في الموصل قبل ثلاثة أعوام احمل سلاحي والاعتدة ومجموعة من المتفجرات “رمانات” ولم اغتسل على مدى أيام عديدة واسير بين الألغام والموت اقرب الي “من حبل الوريد”، واليوم في بغداد بملابس جميلة واحمل معي مجموعة كتب اسلح بها ثقافتي وفكري، وابرز اختلاف اختصره الفرق بين “صوت الصراخ من الموت وبين صوت الصراخ فرحا قد يكون من طفل وقد يكون بين صديقين التقيا في داخل المعرض، اختلط في حديثه الحزن على ذكرى أصدقائه وجثث المدنيين الذين قتلهم الإرهاب وبين الفرح والبهجة بلذة ذكرى الانتصار وما يحدث ويراه على وجوه المتواجدين.

تحدث لنا أيضا عن بعض الاحداث التي عاشها اثناء قتاله للإرهابيين في عدة محافظات، ومنها كيف كانوا ينتقلون من طريق فتحات في جدران المنازل داخل المدينة القديمة من الموصل القديمة، مؤكدا ان أياما كانوا يأكلون تحت مركباتهم القتالية بعيدا عن فوهات بنادق القناصين الإرهابيين.

وأكمل حديثه عن أيام كان يصلهم الغذاء بأكياس من النايلون، وأخرى ينتظرون فيها الماء في أيام الصيف الحارة.

وأضاف ان تواجد المواطنين بكثافة واعداد كبيرة في معرض الكتاب دلالة جيدة على انتشار الثقافة داخل العراق رغما عن انف الإرهاب والإرهابيين، مطالبا الجميع بالحضور الى هذا المعرض خلال تهنئته الجميع بذكرى النصر وافتتاح مثل هكذا معارض ثقافية.. من جانب آخر قال مدير العلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية اللواء سعد معن اثناء تواجده في المعرض، ان توقيت الافتتاح مع يوم النصر الكبير “يثلج القلوب”، لا سيما وان اليوم هنالك معنويات إيجابية كبيرة بذكرى تحقيق النصر وأيضا معنويات “خاصة للطبقة المثقفة” بوجود مثل هكذا معرض للكتاب وتواجد مئات دور النشر، معتبرا انها فرصة وفسحة للعائلة المثقفة للتواجد داخل المعرض وسط بغداد..

من جانبه قال العقيد نبراس محمد علي مدير اعلام وكالة وزارة الداخلية لشؤون الشرطة الذي زار المعرض باحثا عن بعض العناوين بمعرض الكتاب، ان مواكبة ذكرى يوم النصر العظيم مع افتتاح معرض العراق الدولي للكتاب، تعد رسالة واضحة بان الفكر العراقي هزم الفكر الإرهابي بحبه للحياة والعلم والمعرفة، مؤكدا ان القراءة عامل أساسي لتطور الشعوب، متمنيا استمرار مثل هكذا احتفاليات ثقافية كونها تشجع على ثقافة التعايش السلمي، ويزهو العراق بانتصاراته الثقافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top