تبارك عبد المجيد
في زوايا صغيرة داخل جناح معرض العراق الدولي للكتاب، حيث الكتب تتناثر على الرفوف بإتقان، تبرز جمجمة إنسانية ترتدي بدلة طبية مزينة بدبابيس على شكل أقراص دواء، كرمز حي لفلسفة الدار المتمثلة في دمج الطب بالأدب. خلف هذه الجمجمة الملفتة، اجتمع عدد من الكتب ذات العناوين المميزة التي تعكس توجه الدار الفريد.
طب بلمسات أدبية!
في إطار جولتنا في معرض العراق الدولي للكتاب، أجرينا مقابلة مع القائمين على دار كلينيكوم، إحدى أبرز الدور الناشئة التي تتميز بدمج الأدب بالطب بأسلوب فريد من نوعه. تحدث إلينا المهندس مهدي مظفر، ممثل الدار، عن الفكرة والرؤية التي تقف وراء المشروع، إضافة إلى نوعية الكتب التي تصدرها الدار ونهجها الخاص في اختيار النصوص.
أوضح مظفر أن دار كلينيكوم تأسست قبل ثلاث سنوات بفكرة رئيسية تقوم على إدخال العناصر الطبية في النصوص الأدبية. وبين قائلاً:
“في أي قصة أو رواية أو كتاب نصدره، يجب أن يتضمن نكهة طبية، بحيث يحصل القارئ على معلومات طبية مفيدة أثناء القراءة والاستمتاع.”
وأضاف أن الدار تستهدف جمهوراً واسعاً، من القراء العاديين الذين يبحثون عن المتعة الأدبية، إلى المختصين الطبيين الذين يرغبون في رؤية الطب من منظور إبداعي.
آلية اختيار النصوص
تعتمد الدار سياسة صارمة في اختيار النصوص التي تنشرها، حيث تشترط أن يكون المؤلف إما متخصصاً في المجال الصحي أو أن يكون لديه معرفة عميقة بالأدب مع قدرة على الكتابة بأسلوب أدبي رصين.
وأشار الى ان الدار “وتُفتح أبوابها سنوياً في فصل الصيف لاستقبال الأعمال الجديدة”، مستدركاً بالقول، أن بعض النصوص يتم رفضها بسبب ضعف الجانب الأدبي أو اللغوي، حتى لو كانت تحتوي على محتوى طبي مميز. اوضح قائلاً: “يجب أن يجمع العمل بين جودة السرد الأدبي ودقة المعلومات الطبية. نحن نعمل على تعديل النصوص إذا لزم الأمر، ولكننا نعتذر عن نشرها إذا لم تتوافق مع معاييرنا”.
الإصدارات المميزة
استعرض جناح الدار مجموعة من الكتب اللافتة، من بينها كتاب يحمل عنوان “حديث في مختبر”: كتاب يتناول قصصاً غريبة ومثيرة وقعت داخل مختبرات طبية.
وكتاب اخر “Vaccine”: رواية تحكي عن طبيب وتجربته مع التحديات الطبية، مقدمة بأسلوب أدبي مشوّق.
كما تضم الدار إصدارات في مجالات متنوعة مثل الروايات البوليسية، كتب علم النفس، كتب تطوير الذات، والخواطر الأدبية، مع التركيز على الجانب الطبي كعنصر أساسي.
رمز فني يعكس فلسفة الدار
من أبرز ما شدّ انتباه زوار المعرض، قطعة فنية مميزة عُرضت في جناح الدار: جمجمة إنسانية ترتدي بدلة طبية مزينة بدبابيس على شكل أقراص دواء وشعارات طبية. هذا الرمز يعبر عن فكرة الدار في المزج بين الطب والفن، ما أثار فضول الزوار وأدى إلى نقاشات ثرية حول المفهوم الفريد للدار. وبسبب غرابة العنوان والمشهد شهد جناح دار كلينيكوم إقبالاً كبيراً من الزوار، الذين أبدوا إعجابهم بالفكرة المبتكرة للدار. كما أثار توجه الدار نحو تقديم الطب بطريقة أدبية اهتمام الأدباء والمختصين الطبيين على حد سواء، مما يعزز مكانتها كواحدة من أبرز الدور التي تقدم فكراً جديداً في المشهد الثقافي.