0%

الحديث عن “غائب والمنفى” في معرض الكتاب

زين يوسف
تصوير:محمود رؤوف

لتسليط الضوء على تجربة غائب طعمة فرمان بكل تفاصيلها أقيمت ندوة ضمن منهاج معرض العراق الدولي للكتاب للحديث عن منفى غائب تحت عنوان “غائب والمنفى”، شارك فيها الكتاب، سلام المسافر ويوسف ابو الفوز وأدار الجلسة الاعلامي نصير لازم.

عن تجربة المنفى لغائب تحدث ابو الفوز قائلا “لم يكن غائب من أدباء المهجر بقدر ما هو من أدباء المنفى، لان الغياب عن الوطن لم يكن من اختياره، المتابع لسيرة غائب يعرف ان المغادرة الاولى كانت الى مصر من أجل العلاج وعاد بعد ثورة تموز وبعد انقلاب 1963 للبعث الفاشي اضطر ان يغادر مرة اخرى، وفي اواسط السبعينيات ايضا حاول العودة ولم يوفق بذلك، فهو لم يكن خيارا ان يعيش بعيدا عن الوطن، غائب مثله مثل المئات من المثقفين ممن يمتلكون الموقف والكلمة ضد السلطة المستبدة والتي دفع ثمنها ووصل الحال بأن سحبت منه الجنسية العراقية واضطر ان يعيش ثلاثين عاما في المنفى بعيدا عن العراق”.

وأضاف ان “هذا المنفى لم يستطع ان يقتلع غائب طعمة فرمان ويبعده عن همه الاول وهو العراق، لذلك المثقف العراقي ومنهم غائب لم يكن اختيارهم المنفى وانما لان هناك ماهو اقسى منه، لكن رغم ذلك هم استطاعوا ان يواصلوا وان يثروا الثقافة العراقية بنتاجات مهمة”.

وعن عدم الاهتمام بغائب طعمة فرمان تحدث سلام المسافر قائلا “للاسف الشديد في حياته وحتى بعد مماته لم يحظ غائب بالاهتمام العراقي ولا العربي ولا حتى الروسي للاسف، وقد عمل سنوات طويلة كمترجم وانفق الكثير من جهده وذاكرته لترجمة احيانا بعض الاعمال التي كان لا يرغب بترجمتها، وهذا هو احد العوامل التي أدت الى ان غائب كان مقلا في الكتابة نسبيا، لانه كان يعمل وان لم يعمل فلن يحصل على قوت يومه، ولم يتم الاهتمام بكاتب مثل غائب لا من الجالية العراقية الموجودة هنا، خاصة الجالية المؤثرة هنا في الحقبة السوفيتية ، بالتالي هذا الامر لعب دورا كبيرا في ان ذاكرة غائب العراقية بدأت تجف، غائب كان يستقبل العراقيين القادمين الى موسكو كي يستمع لهم ويشم من خلالهم نبض الحياة العراقية والبغدادية تحديدا”.

واكد ان “غائب هو من استقبلني في المطار عندما وصلت الى موسكو، وكان اول سؤال حين ركبنا معا في السيارة بعد ان وصلنا الى المدينة، سألني عن الناس، وغائب كان يمتلك ذاكرة يقظة جدا واعتقد ان هذا بسبب حرص غائب الداخلي على ان يبقى محتفظا بالصورة التي خرج بها من بغداد، وهو بعد ان وصل الى المنفى زار العراق في فترة الجبهة الوطنية وكانت زيارة قصيرة”.

بينما عن منفى غائب ثقافيا في العراق ذكر ابو الفوز ان “غائب بالفعل كان منفيا وكان منفاه متداخلا، المنفى الاول بأنه بعيد عن وطنه وكان موظفا ويسكن في شقة صغيرة ، ولا يمتلك الكثير من الترف والمنفى الآاخر يتمثل بأنه لم يحظ بالاهتمام الكثير، لان غائب كما قال عنه غائب العلوي بأن غائب لم يكن يحب الاضواء بطبيعة شخصيته ولم يكن من محبي الجلوس في الصفوف الامامية لذلك هو كان موظفا عاديا ويفرض عليه ترجمة نصوص لا علاقة له بها، لكن هو ترجم ثلاثين كتاب مهم وحصل على جوائز عن تلك الترجمة.

واختتم المسافر حديثه عن التعتيم على غائب طعمة فرمان قائلا “ما يخفف منفى غائب وان كان الان ليس حاضرا بيننا وانما حاضر في قلوبنا ولاعطائه حقه اولا يجب اطلاق اسم غائب على احد شوارع بغداد، واصدار المجموعة الكاملة لاعمال غائب طعمة فرمان سواء الورقية او على الانترنت واتمنى ان تتبنى مؤسسة المدى هذا المشروع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top