زين يوسف
تصوير: وسام العقيلي
في اليوم السادس من فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب واستمرارا لإقامة الندوات استضافت قاعة الندوات الاعلامي آدم مكاوي من مصر، ومسؤول قسم السينما في كلية الفنون الجميلة “حكمت البيضاني”، ود.طلال علي للحديث عن الاغاني الشعبية وأثرها على الذوق العام والتي أدارها الناقد سامر المشعل.
وبالحديث عن الاغنية الشعبية وأثرها على الذوق العام وكيفية توظيفها تحدث آدم مكاوي قائلا “لا شك في ان اي شخص يتابع السوشيال ميديا سيلاحظ كيف قفز الى مقدمة الاخبار الصراع بين نقيب المهن الموسيقية في مصر الاستاذ هاني شاكر وبين اغاني المهرجانات، واغاني المهرجانات هي القالب الشعبي الاكثر رواجا في مصر حاليا، وسميت بالمهرجانات لانها نشأت في الاحياء الشعبية على شكل مهرجان وبدون موسيقى وانما عن طريق برامج في الكومبيوتر يكون الشباب قادرين على ان يتحللوا من اية رقابة ويتحدثوا عن النزاعات والصراعات بين الاحياء الشعبية وبالتأكيد كلمات هذه المهرجانات اتسمت بالجرأة والحدة واحيانا بالانحطاط”.
وبين “أن المهرجانات بعد ان كانت محصورة بمناطق شعبية معينة اصبحت موجودة في التلفزيون والمناسبات والحفلات، فأصبحت هذه المهرجانات موجهة للجميع وليس للطبقة الشعبية فقط، وهذا الامر فتح باب الصراع بين القدامى والمجددين، بالتالي نقابة المهن الموسيقية التي يرأسها الفنان هاني شاكر ترى ان هذه الاغاني فيها الفاظ لا تناسب الذوق العام واصدرت قائمة منع من الغناء في القاعات والحفلات وضمت هذه القامة 30 مغنيا وفرقة مهرجانات لانها تتهم بالاساءة للذوق العام”.
وأضاف “أن بعض المدافعين عن المهرجانات بدأوا بالعودة الى الوراء ليسردوا تاريخ الغناء الشعبي المصري فكشفوا ان هناك اغاني ريفية وكتب مثل كتاب الاستاذ محمد شحاته “غناء سيدات الريف المصري”، هذا الغناء يحتوي على الكثير من الالفاظ الخادشة للحياء، ثم عادوا اكثر للوراء الى سيد درويش وهو مؤسس الموسيقى الحديثة في مصر واكتشفوا ان له ثلاثية شهيرة هي ثلاثية المكيفات الحشيش والكوكايين والمنزول، ثم عادوا الى اغاني العوالم مثل منيرة المهدية، اذن بالتنقيب وبالعودة الى الوراء اتضح ان الغناء الشعبي يحتوي على كل شيء، وبالنسبة للفن الشعبي فهو تعبير فطري عن جغرافية معينة، لذلك نجد في الفن الشعبي المصري بعض التعبيرات الفطرية والتي تكون خارج الاطار الكلاسيكي”.
وللحديث عن اثر الاغنية الشعبية العراقية على الذوق العام تحدث الدكتور طلال علي مبينا “اننا في العراق لدينا نفس المشكلة التي تحدث عنها الاستاذ آدم، لكن الفرق في العراق ان الاجراء لم يتخذ بشكل قطعي لغاية الان، هناك رفض شعبي وايضا رفض من قبل المختصين، اما ما يخص لجنة الاذاعة والتلفزيون فهناك لجنة في كل بلد، وطالما انك تملك مادة تريد ان تخرجها للناس بالشكل الصحيح فيجب ان تمر عبر اللجان.
وأشار الى أن “اغلبية المطربين الشعبيين فشلوا في اختبارات تلك اللجان وذلك لانهم لا يمتلكون المعايير الفنية التي تبحث عنها اللجنة، والتي يبحث عنها الجمهور المثقف، والكثير من هؤلاء الفنانين الشعبيين بدأوا بالبحث عن الاغنية الشعبية لشهرتها الكبيرة”.
من جانبه تحدث الدكتور حكمت البيضاني قائلا “علينا في البدء ان نميز بين الاغنية التراثية والاغنية الشعبية، فالاغنية التراثية ممتدة الى جذورها ولها تأريخها وبقيت في ذاكرة الناس لاصالتها وعمق الكلمات والالحان التي امتزجت في جوهر الاغنية، أما الاغنية الشعبية فهي موجودة في كل زمان ومكان ولكنها تتأثر بالمحيط والحقبة الزمنية التي ولدت فيها الاغنية، اما مسألة السيطرة على هكذا نوع من الاغاني تبقى مسألة غياب سلطة الرقيب وهي من الاشياء المؤثرة التي فسحت المجال لانتشار الاغنية التي تحتوي على الالفاظ الخادشة”.
وبين أن “انتشار هذه الاغاني بسبب عدم وجود سلطة للرقيب، سابقا كانت الاذاعة والتلفزيون تمتلك فلاتر تمر عبرها الاعمال، وهناك اسماء مهمة أمثال الفنان طالب القره غولي ومحمد نوشي وياسين الراوي، وكان من المستحيل ان يمر اي فنان من خلال هذه اللجنة، فعندما اختفت هذه الحلقة بدأت الاشياء تكون مسطحة فظهرت اعمال هابطة، والتقنية وفرت الكثير وبدأ انتاج الاغاني والسوشيال ميديا ساعدت في ذلك، وكل هذه الامور لا يمكن السيطرة عليها بدون سلطة رقيب”.
وعن رؤيته لفضاء الاغنية الشعبية في العراق قال “ذلك الامر مرتبط بالمزاج العام ولو هُيئ له مزاج مقيد بأصول وثقافة عامة توعي المجتمع بمحاربة هكذا اسفاف في الاغاني في حينها اعتقد سنكون موفقين بايجاد جيل غنائي يقدم أعمالا ملتزمة تنتمي الى الثقافة العراقية الاصيلة”.