0%

الجمهور يصنع المشهد.. طوابير تواقيع الكتب تتصدر فعاليات اليوم التاسع للمعرض

عبود فؤاد
عدسة: محمود رؤوف
يواصل معرض العراق الدولي للكتاب في يومه التاسع ترسيخ حضوره الثقافي عبر سلسلة حفلات التوقيع التي شهدت إقبالًا لافتًا من القرّاء والمهتمين، في مشهد يعكس حيوية الحركة الأدبية العراقية وتنوعها. وقد تنوّعت الإصدارات بين النقد والرواية والشعر والفكر، مقدّمة للزوار بانوراما واسعة من النتاج المعرفي المعاصر.
بدأت الفعاليات بتوقيع كتاب «القول والقائل/ سيرة الناقد فاضل ثامر» للكاتب خضير فليح الزيدي، والصادر عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتّاب. وفي كلمة للزيدي قال أن العملية الأدبية تقوم على أربع ركائز: النص، المؤلف، القارئ، والناقد. وشدّد على أن إهمال أي منها يربك المنجز الإبداعي،
وعن منشورات الاتحاد أيضًا، وقّع د. علي السعدي الترجمة العربية لكتاب «بحث الإنسان عن المعنى» لفيكتور فرانكل، الذي يستعرض فيه المؤلف تجربته القاسية في معسكرات الاعتقال النازية، وكيف قادته تلك التجربة إلى تطوير العلاج بالمعنى. وقدّم السعدي شرحًا لعمق رؤية فرانكل، الذي فقد أسرته وتعرى من كل شيء إلا إرادة البقاء، ليعيد طرح سؤال: ما الذي يجعل الحياة جديرة أن تُعاش؟
شهد جناح منشورات خطوط وظلال توقيع كتاب الشاعر والباحث الشاب زين حسين «القصيدة الملحمية في الشعر العراقي الحديث»، الذي يستقصي جذور القصيدة الطويلة وخصائصها، محاولًا تأصيل مصطلح «القصيدة الملحمية» من خلال رؤية نقدية تستند إلى الأساطير والأشكال الفنية والنظريات الأرسطية.
وفي محيط الشعر، قدّم الشاعر سهيل نجم توقيع مجموعته الجديدة «غراب يشحذ حفنة وقت»، وهي مجموعة تشتغل على التقاط المشهد العراقي من زاوية باطنية وتأملية، وتكتب عبر جمل متوترة ومشحونة بالدلالات.
وفي جناح دار ومكتبة عدنان، وقّع د. قاسم الأسدي ترجمته لكتاب المستشرق ويلفريد مادلونغ «خلافة محمد»، وهو عمل بحثي حاول بدايةً تقديم دراسة مكثفة عن طبيعة الخلافة الإسلامية في طورها الأول، قبل أن يتوسع البحث ليغوص في تفاصيل التاريخ الإسلامي المبكر وتعقيداته. وأشار الأسدي إلى أن الكثير من القراءات الغربية تتعامل بحذر مع المصادر الأولى، لكن مادلونغ قدّم مقاربة تعتمد على تحليل معمق للأحداث والوقائع، بعيدًا عن التبسيط أو الانتقاء.
وفي جناح دار سطور، وقّعت وسن هاشم إبراهيم ديوانها الشعري الجديد «غزل تحت الركام»، وهو عمل يكتب من قلب التجربة العراقية ويستحضر هشاشة الإنسان وسط ضجيج الخراب.
بهذه التوقيعات المتواصلة، يرسّخ معرض العراق الدولي للكتاب دوره منصة للكتاب والقرّاء، ولتجديد اللقاء بين الإبداع وجمهوره.

Scroll to Top