
تبارك عبد المجيد
عدسة: محمود رؤوف
تشهد الساحة الأدبية العراقية تحوّلاً نوعياً بفعل التكنولوجيا، التي فتحت أمام الكاتبات الشابات مساحة أوسع للتعبير عن أفكارهن ونشر أعمالهن بسرعة وفعالية.
سارة حامد من دار الحلاج، تقول أن «التكنولوجيا اعادت رسم المشهد الأدبي بشكل جذري، وفتحت الباب أمام كاتبات شابات ليظهرن بجرأة وأدوات جديدة للتعبير. فمساحات النشر الرقمي لم تعد مجرد قنوات بديلة، بل تحولت إلى فضاء حيّ يسمح بتجريب أساليب مختلفة، ومشاركة النصوص فوراً، والتفاعل مع القرّاء بلا حواجز. هذا التحول منح الأدبيات قدرة أكبر على صياغة حضورهن وبناء جمهور يتابعهن خارج القوالب التقليدية للنشر الورقي».
«أسهمت هذه البيئة الرقمية في نشوء جيل يكتب من قلب التحولات اليومية، ويعيد التفكير بشكل العلاقة بين النص والقارئ وطبيعة التأثير. التكنولوجيا لم تُسهل عملية الكتابة فقط، بل ساعدت على خلق منصات تُبرز أصواتاً لم يكن لها أن تظهر بسهولة في السابق، مما جعل المشهد الثقافي العراقي أكثر تنوعاً وثراءً من أي وقت مضى.»
وتؤكد أسيل مؤيد مترجمة للغة التركية من جناح مؤمنون بلا حدود، أن التطور التكنولوجي أتاح مساحة واسعة لتمكين النساء الكاتبات وإبراز حضورهن في المشهد الأدبي. فالتكنولوجيا، كما تصفها، لم تكن مجرد أدوات رقمية، بل نافذة فتحت الطريق أمام الكاتبـات للوصول إلى جمهور أوسع دون القيود التقليدية للنشر. وتشير إلى أن المنصات الرقمية مكّنت الكثيرات من تطوير مهاراتهن عبر أدوات تساعد على تحسين الكتابة، إلى جانب مساحات تفاعلية تقدّم الدعم وتشجع على تبادل الخبرات.
وترى أسيل أن هذا التحول منح الكاتبات حرية أكبر في التعبير عن أفكارهن، وأتاح لهن فرصة بناء مجتمع قرائي عالمي يقدّر إنتاجهن ويمنحهن اعترافًا متزايدًا بدورهن الثقافي. وبذلك، تحوّلت التكنولوجيا، بحسب قولها، من مجرد وسيلة إلى قوة داعمة لحضور المرأة الأدبي وتعزيز تأثيرها في الساحة الثقافية الحديثة.
وتقول أنوار سالم من دار المناهج: ان التكنولوجيا أحدثت تحولاً كبيراً في طريقة عمل الكاتبات ال شابات. فهي لم تكتفِ بتسهيل الوصول إلى منصات النشر الرقمي فحسب، بل وفرت أيضاً مساحة حرة للتعبير عن الأفكار والتجريب بأساليب جديدة، بعيداً عن قيود النشر التقليدي. اليوم يمكننا نشر نصوصنا بسرعة، والوصول إلى جمهور متنوع داخل العراق وخارجه، مما يزيد من فرص ظهور أصوات جديدة وواعدة في المشهد الأدبي.» وتضيف: «أيضاً جعلت عملية التعلم مستمرة ومتاحة بسهولة. يمكننا الوصول إلى كتب وأبحاث وأدوات تعليمية، والتواصل مع كتّاب آخرين وتبادل الخبرات. هذا التفاعل يعزز مهاراتنا ويمنحنا رؤى أوسع حول الاتجاهات الأدبية العالمية، ويشجعنا على تطوير أسلوبنا الخاص.»
تتابع حديثها بالقول:الأدوات الرقمية لم تساعدنا فقط في الكتابة والنشر، بل منحتنا استقلالية أكبر، وحرية أكبر في اختيار الموضوعات والأساليب التي نؤمن بها، مع القدرة على قياس تأثير أعمالنا مباشرة من خلال تفاعل القراء. هذا كله يجعل تجربتنا الأدبية اليوم أكثر ثراءً وتنوعاً من أي وقت مضى.»
