زين يوسف
في ختام اليوم الخامس لمعرض العراق الدولي للكتاب، احتضنت قاعة الندوات ندوة بعنوان ” نوستالجيا لبنان من ذاكرة عراقية”، تحدث فيها الدكتور جواد الاسدي المؤلف والمخرج المسرحي، والكاتب والروائي زهير الجزائري وبادارة الصحفي معد فياض.
تحدث الجزائري عن ذكرياته مع لبنان وكيف تعرف على لبنان حيث قال “تعرفت عليها، من خلال الفلسطينيين وفي الفترة التي ذهبت فيها الى لبنان كان هناك نهوض فلسطيني بعد معركتين، معركة “غوستافي” ومعركة “الكرامة”، وفي لبنان شاهدت شيئين لأول مرة في حياتي الأول هو البحر والثاني هو الحرب، وعمري في ذلك الوقت كان 21 عام، وفي تلك الفترة كانت لدي لروح المغامرة التي كانت تلازم الصحفيين في ذلك الوقت وهو ان نذهب الى مناطق الكفاح المسلح في مناطق عديدة”.
وأضاف ان “بيروت بالنسبة لي كانت رقم واحد في الثقافة لان الاديب هناك كان يجد فرصته، والعراق كان مكان مغلق في ذلك الوقت، وحينما ذهبت كنت بصفة كاتب وصحفي وبيروت اعطتنبي سحرين، سحر المدينة المفتوحة وهي المدينة التي كانت حلقة الوصل بيننا وبين اوروبا”.
وأكد الجزائري قائلا “قضيت فترة ليست بالقليلة في الملجأ في لبنان وتعرفت هناك على الكثير من الأشياء لان هناك كانت النساء التي ليس لها علاقة بالحرب والأشخاص الذين لا يقاتلون، اما في الخارج فكنت أرى الرجال الذين يحملون السلاح وهناك اكتملت لدي ثلاثة مواقع للعمل وهي الملجأ والجبهة الامامية والطيران الذين كان دائما يبث فينا الرعب”.
بدوره تحدث الأسدي عن لبنان قائلا، “بالنسبة لي بيروت هي التحفة الجمالية والأدبية وهي بمثابة حلم كبير لنا جميعا، بيروت كانت منارة عظيمة واهم المبدعين كانوا يذهبون الى بيروت، فهناك تجد الشعر والموسيقى والمسرح، لكن لم يكن لدي الحظ ان أكون في بيروت مبكرا، والرحلة الأهم لي في بيروت هي عندما قدمت مسرحية “الاغتصاب”، وقدمتها مع الممثلين الفلسطينيين”.
ويضيف ان “مسرحية الاغتصاب قدمتها في مسرح بيروت وقدمنا حوالي عشرة عروض لعدد هائل من الناس رغم ان المسرح كان صغيرا لكن نوع المتفرجين وجماليتهم ومعجم الرؤيا على المسرح كان له معنى ثانٍ بالنسبة الى اللبنانيين والموضوع الرئيسي لهذا العمل كان يتحدث عن كيفية النزاع في تفاصيله وثناياه بين الفلسطيني والإسرائيلي ومن هو الفلسطيني ومن هو الإسرائيلي وكيف كان النزاع كتاريخ وكمعنى وجغرافيا وكيف يعيشون على درجة عالية من التناقض وهذه المسرحية جعلت الكثير من الكتاب والصحفيين في بيروت يكتبوا مقالات طويلة”.
ويكمل قائلا “في تلك الأيام صرت اعرف من خلال العلاقات الجديدة ما هي بيروت من خلال الصحفيين الذين كانت لديهم جرأة كبيرة بما يخص الكتابة وعالم الكتابة، وفي نفس الوقت من خلال الجمهور الطبيعي الذي ليس له علاقة بالنقد والكتابة وكان يأتي هذا الجمهور بغزارة هائلة، وهناك تعرفت على بيروت وعين مريسة والبحر وخصوصا شارع الحمرا بما يمتلك من يوميات وتفاصيل مهمة، فعندما تذهب الى هناك تكتشف ان الحمرا شارع لكنه مدينة كاملة من خلال تفاصيله الكثيرة”.