
تبارك عبد المجيد
عدسة: محمود رؤوف
على خشبة مسرح الندوات، تألقت مجموعة من النساء بأزياء زاهية بالألوان والزخارف، يحمل كل زي منها ثقافة خاصة. تحركت الطالبات بانسيابية، وكأنهن يحملن بين خيوط الأقمشة حكايا الأجيال وتنوع الشعوب، ليشكل المشهد لوحة نابضة تعكس عمق التراث العراقي وتعدده.
في اليوم الأول من افتتاح معرض العراق الدولي للكتاب، كان هذا العرض رسالة للاحتفاء بالزي التراثي العراقي. مديرة المعهد نادية السوداني، التي تتابع التفاصيل عن قرب، تقول: «كان لنا حضور مميز في الافتتاحية، ضمن عرض للأزياء العراقية من الشمال إلى الجنوب، قدمنا فيه جمالية خاصة لطالبات المعهد، وبمشاركة من قسم الإعداد والتدريب، وأيضاً بتواجد المدير العام». وأضافت أن «لمعاهد العراق مشاركة وحضوراً مؤثراً خلال هذه الأيام المخصصة لإحياء نون النسوة».
وتؤكد أن هذا النوع من المشاركات يعيد الاعتبار لعمق الهوية العراقية وللتنوع الذي يميز المجتمعات المحلية، مضيفة: «نحن الآن نستعرض تاريخاً مهماً لا يعرفه الكثيرون، ونؤكد أن الزي العراقي السومري والآشوري والكلداني والعشائري ما زال مستمراً وحاضراً في كل الأجيال». وتتابع بالقول: «لم يكن العرض مجرد أزياء على منصة، بل حكاية تُروى بخيوط وألوان وصوت نسوي يحتفي بجذوره». ولخصت مشاركة المعهد بقولها: «للمرأة العراقية بصمتها، وللفن دوره في حفظ الذاكرة وإحياء ما يوشك أن يُنسى».
وتحدثت آية حيدر، إحدى الطالبات من قسم التصميم الطباعي في معهد الفنون الجميلة، عن أهمية المشاركة في هذه الفعالية التي تحتفي بتاريخ الأزياء العراقية وتنوعها الثقافي. وقالت: «نحن في فقرة البروفات، ورغم ذلك التفت الجمهور إلى جمال وألوان الملابس التقليدية». وأوضحت: «نقدم عرضاً يوضح تطور الأزياء العراقية، وكيف امتزجت عبر الزمن بين مختلف المكونات الثقافية التي تشكل النسيج الاجتماعي للعراق». وأشارت إلى أن العرض يشمل الأزياء الخاصة بالعرب والتركمان والكرد وبقية مكونات المجتمع، مؤكدة الغنى والتنوع الذي تحمله هذه الملابس التقليدية.
وأردفت: «الهدف من هذه الفعالية هو إبراز التنوع العرقي والثقافي من خلال الأزياء، حيث تظهر فيها لمسات خاصة بكل مكون، سواء كان عربياً أو كردياً أو تركمانياً، وهذا يعكس حقيقة أن الثقافة العراقية تنصهر فيها جميع هذه الهويات بشكل متناغم». وتؤكد أن «الفنون والأزياء ليست مجرد ملابس تقليدية، بل هي شهادة حية على تاريخ العراق وتعدد مكوناته».
وتابعت آية مؤكدة أهمية استثمار مثل هذه الفعاليات في نشر الوعي الثقافي بين الشباب وإحياء الفخر بالتراث الوطني، الذي يضم تنوعاً واسعاً من الحضارات والتقاليد. وقالت: «من خلال الأزياء نستطيع أن نروي قصة العراق بكل مكوناته، ونعزز الوحدة الوطنية عبر احترام هذا التنوع الثقافي وتقديره».
