زين يوسف
في اليوم الثامن لفعاليات معرض العراق الدولي للكتاب واستمرارا لاقامة الندوات الأدبية احتضنت قاعة الندوات ندوة بعنوان ” الأجيال الادبية.. قراءة في المشهد الأدبي العراقي”، تحدث فيها الناقد علي حسن الفواز والدكتور علي متعب جاسم وادار الندوة د.جاسم محمد جسام.
عن الجيل الادبي تحدث الفواز قائلا ان “ليس هنالك شيء محدد اسمه الجيل الادبي، ربما هو اشرتاح اشترحه النقاد لتنظيم قراءة الفعاليات الثقافية او التعرف على السمات المشتركة لادباء وشعراء ونقاد لو لزمن ثقافي معين، فكلنا يعرف ان الجيل مفهوم له تحديدات ربما لا تنطبق على ما موجود من تزمينات عراقية، فالناقد الفرنسي سانت بوف اقترح توصيفا للجيل الشعري او للجيل الثقافي بأن هناك سمات محددة لهذا الجيل لكنه لم يؤطرها بزمن معين”.
وأضاف ان “التجربة العراقية لها خصوصية معينة وربما حتى الرواد لم يدركوا توصيف تجربتهم بالجيل الشعري، فكان يقال ان هناك تجربة للرواد الذين قادوا التحول الشعري والتحول القصصي الذي حدث في نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات ومفهوم الجيل ربما بدأ في مرحلة الستينيات، لذلك مفهوم الجيل ربما فيه جنبة أيديولوجية او زمنية او ثقافية وبالفعل هو لعب دور بتقييد وتحييد مفهوم الجماعة الشعرية او الجماعية القصصية او النقدية وحتى مفهوم الجماعية والنقدية”.
وبين ان “مفهوم الجيل بمجاله التداولي أفاد النقاد كثيرا في ترسيم حدود الملامح التي تأطرت وتحددت لتجربة الرواد ولتجربة التسينيات والسبعينيات والثمانينيات وكأن كل مجموعة او كل جيل على وفق ما هو موجود له سمات معينة وله مغامرات معينة وحتى له بيان معين، لكن تجربة السيتينات التي كانت اكثر تموضعا واكثر توصيفا للجيل الشعري لخصوصية هذه التجربة على مستوى التجريب والتجديد وعلى مستوى اشتراح الشكل المغامر للقصيدة بما فيها قصيدة النثر والقصائد ذات البعد العالي والتي كتبها فاضل العزاوي وصادق الصائغ وفوزي كريم ومجموعة من الشعراء الاخرين”.
من جانبه الدكتور علي متعب قال ان “مصطلح الجيل يمكن ان نعبر عنه بأنه رؤية الاشتغال الفنية والفكرية لاي مجموعة أدبية تشتغل في مجال الابداع، ووفقا لهذه القناعة يمكن ان نعيد ترتيب المراحل الشعرية العربية وكذلك الغربية وفقا لهذه الرؤية، واعتقد ان أي تحول فني في الشكل والرؤية هو بالضرورة تابع لتحول في البنية الاجتماعية والمعرفية العامة ومن ثم هناك علاقة ما بين هذا التحول الفني وما بين التحول الفكري المعرفي الاجتماعي”.
ويكمل “علينا ان نفتش عن مصطلح يلائم التحول بين البنية الاجتماعية العامة والتحول الفكري المعرفي الاجتماعي، فقد ذهب النقاد والباحثون الى مفهوم الجيل وهذا المفهوم في سنوات سابقة شاع كثيرا في الصحافة العراقية حتى أصبح مناخا يتعامل به المبدعون والنقاد على حد سواء، لكن هل مصطلح الجيل دقيق وصحيح بالتأكيد أقول لا لان الجيل هنا يذهب باتجاه التزمين او التحقيب الزمني في حين ان الجيل هو رؤية فنية”.
ويضيف ان “الخطأ الذي وقع فيه النقاد والباحثون هو في ذهابهم الى تجييل الشعراء في حين ان التوصيف الدقيق تجييل المرحلة او تجييل الشعر، وفي حال ذهبنا الى تجييل الشعراء وتحقيبهم زمنيا فنحن نذهب بالاتجاه الخاطئ”.