
محمد فاضل
عدسة: محمود رؤوف
ضمن فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب، في خطوة مبتكرة لتعزيز حماية الفتيات العراقيات، أطلق جهاز الأمن الوطني حملة توعوية مهمة تحت شعار (احنا بظهركم)، مستهدفة مدارس البنات في جميع محافظات العراق – عدا إقليم كردستان. وجاءت الحملة بعد ارتفاع ملحوظ في جرائم الابتزاز الإلكتروني، وتهدف لتعليم الطالبات كيفية حماية خصوصيتهن الرقمية والتصرف بحذر أمام المخاطر الإلكترونية.
أرشد الحاكم، مدير إعلان جهاز الأمن الوطني، قال لـ(المدى) : إن طبيعة عمل الجهاز لم تعد مقتصرة على العمليات التنفيذية فقط، بل توسعت لتشمل التوعية المجتمعية والوقاية قبل وقوع الضرر.
وأضاف: قمنا بتصميم الحملة على ثلاث مراحل رئيسة:
بدأت بالتوعية داخل المدارس، حيث تعرفن الطالبات على أهمية حماية بياناتهن الشخصية وأمنهن الرقمي، وضرورة الاحتفاظ بالأدلة في حال التعرض لأي ابتزاز، وكيفية التواصل مع الجهات المختصة بأمان وخصوصية. وبما أن الفتيات دون سن الثامنة عشرة، منح الجهاز مساحة للمرشدة النفسية في المدارس عبر تخصيص رقم خاص لرصد حالات الابتزاز ومعالجتها، فضلا عن الرقم الساخن 131 لجهاز الأمن الوطني. وقد تلقينا أكثر من 2000 حالة مباشرة، واستهدفت حملتنا خلال ثلاث سنوات أكثر من مليون طالبة، مع تحقيق أثر إيجابي ملحوظ في وعيهن الرقمي والأمني.
أما المرحلة الثانية، فكانت (منصة أمان الإلكترونية) ، التي تسمح بفحص أي روابط أو ملفات مشبوهة لمعرفة ما إذا كانت حقيقية أو مزيفة، إضافة إلى خدمة تحليل الصور والفيديوهات المشبوهة، ويمكن زيارة المنصة عبر الرابط : https://aman.gov.iq/
وفي المرحلة الثالثة، تم إطلاق (أمان بوت)، وهو سيرفر ذكي يعمل بالذكاء الاصطناعي، يتيح للفتيات التواصل بأمان وكأنهن يتحدثن مع ضابطات افتراضيات، للحصول على حلول فورية ومهنية لمواجهة الابتزاز دون الحاجة للحديث المباشر مع الجهاز.
وأشار الحاكم إلى إحدى الحالات المثيرة، حيث فُككت شبكة ابتزاز داخل مدرسة بدأت بمحاولة استهداف طالبة واحدة، ثم توسعت لتشمل صديقاتها، لتصبح عملًا منظمًا، وتم إلقاء القبض على المتورط.
ولم تقتصر الحملة على الجانب الأمني فقط، بل ضمنت دعمًا نفسيًا متكاملًا، إذ يمكن لأي فتاة التواصل مع ضابطات مختصات في الدعم النفسي لتلقي الاستشارة والمساندة العاطفية والمعنوية.
وخلال معرض العراق الدولي للكتاب، شارك الجهاز بفريق تطوعي قدم أربع فعاليات رئيسة:
- صندوق المقترحات لجمع آراء الزائرين وتحسين الخدمات.
- سؤال يومي للتوعية بقضايا المخدرات والابتزاز والاحتيال المالي.
- بطاقات تعريفية مبسطة لتقديم معلومات سريعة حول المخاطر.
- مركز الاختبارات: يقدّم اختبارين متكاملين للأطفال والفئات اليافعة (6 إلى 12 سنة -12 إلى 18 سنة):
اختبار الذكاء والنمو العقلي ، ويتم عبر التابلت لتقييم مستوى ذكاء الطفل ونموه العقلي، مع تقديم شرح مفصل للأهالي حول النتائج والتوصيات لدعم الطفل في الدراسة والحياة اليومية.
اختبار أنماط التعلم ، لتحديد أسلوب تعلم المراهق (كتابي، سمعي، بصري…)، مما يساعد الأهالي على اختيار الطرق الأنسب لتعليم أبنائهم ودعمهم وفق قدراتهم الفردية.
واختتم الحاكم حديثه بالقول: (هدفنا حماية الفتيات وتعزيز وعيهن الرقمي، وإيصال رسالة واضحة: الأمن النفسي والمعنوي لا يقل أهمية عن الأمن الواقعي، ونحن دائمًا إلى جانبهن لحمايتهن ومساندتهن).
