نبأ مشرق
وسط زحام الكتب وعشاق القراءة في معرض العراق الدولي للكتاب، برزت مبادرة مميزة قدمتها مديرية الأمن الوطني من خلال باص صغير يحمل شعار “إحنا بظهركم”. الباص، الذي كان متوقفًا عند زاوية دخول المعرض، لم يكن مجرد وسيلة نقل؛ بل تحول إلى منصة توعوية تفاعلية تهدف إلى تعزيز الوعي الأمني لدى الجمهور.
تجربة فريدة داخل الباص
عند الدخول إلى الباص، تجد الكراسي مصفوفة بعناية، وإلى جانبها تقف ضابطات يرتدين زيهن الرسمي بابتسامات ترحيبية. الجلسات كانت مخصصة لفتيات في المراحل الدراسية المتوسطة والإعدادية، حيث تمحورت النقاشات حول الأمن الرقمي والتوعية ضد المخاطر مثل الابتزاز الإلكتروني والمخدرات.
وفي تصريح خاص لـ(ملحق المدى)، قال أرشد الحاكم، المتحدث باسم جهاز الأمن الوطني:
“كما تعلمون، العمليات الأمنية والعسكرية وحدها لا تكفي إذا لم تكن مدعومة بوعي مجتمعي. نحن نركز على ملفات مثل مكافحة المخدرات والابتزاز الإلكتروني، وهذه المشاركة جزء من سلسلة فعاليات تهدف إلى بناء الثقة مع المواطنين وتعريفهم بخدماتنا.”
وأضاف الحاكم:
“وجودنا في معرض العراق الدولي للكتاب عبر باص ‘إحنا بظهركم’ يمثل تجربة جديدة ومباشرة. الهدف هو التفاعل مع الزوار، الإجابة عن استفساراتهم، وتقديم النصائح اللازمة لحمايتهم. الإقبال كان كبيرًا، والرسائل التوعوية لاقت استحسان الجميع.”
قصص وتجارب داخل الباص
إحدى الفتيات قالت لـ(ملحق المدى):
“سمعت قصصًا مخيفة وأردت معرفة النصائح التي يمكن أن تحميني”.
بينما أضافت أخرى:
“أعجبتني الفكرة، وأريد أن أعرف كيف أحمي حساباتي وكيف أتصرف إذا واجهت موقفًا محرجًا”.
الضابطات قدمن نصائح عملية مثل تقوية كلمات المرور، تفعيل خاصية التحقق بخطوتين، وتجنب الروابط المشبوهة. كما تم توزيع منشورات تحتوي إرشادات واضحة للتعامل مع حالات الابتزاز، إلى جانب توفير خط ساخن وأرقام واتساب للشكاوى بسرية تامة.
وفي تصريح خاص، أوضحت إحدى الضابطات:
“حملة ‘إحنا بظهركم’ انطلقت إلكترونيًا منذ سنوات واستهدفت المدارس لتوعية الفتيات بمخاطر الابتزاز الإلكتروني. هذه الحملة تستهدف الفئة العمرية من الصف الأول المتوسط وحتى الخامس الإعدادي، وهي الأكثر عرضة لهذه المخاطر. المبادرة لا تقتصر على التوعية فقط، بل تمتد لتقديم الدعم القانوني والنفسي عبر قنوات اتصال مخصصة”.
وأكدت الضابطة أهمية عدم الاستسلام لطلبات المبتز، وشددت على تحديث التطبيقات بشكل دوري لحماية البيانات من الاختراق.
دعم حقيقي يتجاوز الشعار
المبادرة أثارت إعجاب الزوار، حيث عبر الكثيرون عن امتنانهم لهذه الجهود. إحدى الفتيات ختمت حديثها قائلة:
“غادرت الباص وأنا ممتنة لهذه المبادرة. شعرت أن هناك دعمًا حقيقيًا يقف بظهري، ليس فقط كشعار، بل كفعل ملموس.”
خاتمة
مبادرة جهاز الأمن الوطني عبر باص “إحنا بظهركم” تمثل نموذجًا جديدًا للتفاعل المجتمعي، تجمع بين التوعية والمساعدة العملية، مما يرسخ الشعور بالثقة والدعم لدى الفتيات وأسرهن في مواجهة المخاطر الرقمية.