0%

أيقونة الغناء “فيروز ” تُنير سماء العراق في معرض الكتاب

نبأ مشرق

بيروت، مدينة الحرف والقصيدة، تأتي هذا العام إلى بغداد محملة بذاكرة ثقافية مشتركة، تُجسدها فيروز، الصوت الذي بات رمزًا للإنسانية والوطن.
معرض العراق الدولي للكتاب اختار أن يُهدي قلبه لبيروت هذا العام تحت شعار “من قلبي حروف”، ليؤكد عمق الروابط الثقافية بين العراق ولبنان، حيث تُشكل فيروز نقطة التقاء لبيروت. تُجسد الحنين والجمال.
فيروز، الصوت الذي وحد القلوب.
فيروز ليست مجرد مغنية، بل حالة شعورية استثنائية. صوتها يمتد ليُعيد تشكيل الذاكرة الجمعية للعرب، وخاصة العراقيين الذين وجدوا في أغانيها ملاذًا للتأمل والسكينة. منذ أن أطلت فيروز بأغنياتها الأولى في خمسينيات القرن الماضي، أصبحت رمزًا للوطن الذي يُغنى له رغم الألم، والحب الذي يبقى حيًا رغم الفقد.
بغداد، بمقاهيها القديمة وأحيائها التراثية، كانت دائما حاضنة لصوت فيروز.
صباحات العاصمة العراقية لا تبدأ إلا على أنغامها، سواء كانت “نسم علينا الهوى” أو “بحبك يا لبنان”. وفي ليالي الشتاء الدافئة، يجتمع الأصدقاء على ذكريات أغانيها، حيث تصبح جزءًا لا يتجزأ من الطقوس اليومية، تحمل في طياتها رسالة أمل ووحدة.
معرض الكتاب.. احتفاء بالذاكرة الثقافية المشتركة
معرض العراق الدولي للكتاب هذا العام يتجاوز كونه منصة لعرض الكتب، ليُصبح جسرًا يُعيد تأكيد الروابط الثقافية والإنسانية بين العراق ولبنان. فيروز، التي تُعتبر واحدة من أبرز رموز بيروت، تُجسد هذه الروابط. من خلال ر كن ٍ خاص ٍ في المعرض، تُعرض كتب ومقتنيات تُسلط الضوء على حياتها وإرثها الفني.
كما يتناول المعرض تأثير فيروز على الأدب والثقافة، خاصة في العراق، حيث ألهمت أغانيها العديد من الكُتاب والشعراء العراقيين، ليُعبروا عن حبهم لبيروت بطريقتهم الخاصة. الأغاني التي أدتها فيروز عن الحب، السلام، والحنين، لم تكن مجرد كلمات بل رسائل عابرة للحدود، حملت شوقًا لبيروت وصدى للحضارات التي تنتمي لها.
فيروز والعراق: علاقة تتخطى الزمن
العلاقة بين فيروز والعراق ليست مجرد إعجاب فني، بل تمتد لتكون انعكاسا لوشائج إنسانية وثقافية عميقة. العراقيون الذين عاشوا فترات الحروب والصراعات، وجدوا في صوت فيروز قوة لالتقاط أنفاسهم. أغنيتها “زهرة المدائن” التي غنتها للقدس، حملت أبعادًا تتجاوز الحدود لتُلامس كل من عرف معنى الحنين إلى وطن.
لم تكن فيروز مجرد صوت ٍ عابر؛ بل كانت رمزًا للأمل والمقاومة. العراقيون رأوا في أغانيها مرآة لمعاناتهم وحلمهم بالسلام. وحتى اليوم، ما زالت أغانيها تُبث في المحافل الثقافية والاجتماعية، لتُعيد تذكير الجميع بأن الفن قادر على تجاوز الأزمات وتوحيد الشعوب.
بيروت وبغداد: شقيقتان في الإبداع
بيروت، رغم جراحها، تبقى رمزًا للصمود، وبغداد التي عاشت أزمنة التحديات، تشاركها هذا الإرث الثقافي الغني. معرض الكتاب هذا العام يُقدم فرصة لاستعادة هذه العلاقة الفريدة من خلال رمزية فيروز، التي وحدت القلوب بصوتها.
معرض العراق الدولي للكتاب يحتفل ليس فقط بالكلمة المطبوعة، بل بالأرواح التي توحدت على أنغام فيروز، حيث تعكس بغداد من خلال هذا المعرض رسالة حب وتقدير لبيروت، مدينة الحرف والصوت الجميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top