بغداد / بسام عبدالرزاق
تصوير: محمود رؤوف
17 موسما تطل من شاشات قديمة، في مدخل قاعة المعرض الكبرى، في استعادة مهمة لأيام الأسود والأبيض.
شاشات تلفاز ناشونال الذي اخذ العراق امتيازها ووضع عليها اسم «القيثارة» ومكنت العراقيين من مشاهدة الزمن الجميل، وضعت في زاوية عند مدخل قاعة معرض العراق الدولي للكتاب لاستعادة تلك الذكريات.
محمد رفاعي من سوريا يرى ان «هذه الشاشات تمثل تاريخ وبداية صناعة الانتاج الاعلامي والبرامج التلفزيونية، اضافة الى انها ذاكرة الطفولة والبراءة التي كنا نعيش فيها والبساطة التي من الصع
الشقيقتان تمارة وتبارك تحدثتا الى (المدى) عن ايام الاسود والابيض بعد ان التقطتا صورة مع شاشات التلفاز، واستعادتا ذكريات الطفولة مع ما كان يعرضه التلفاز ايام طفولتهن.
وقالت تبارك ان ذاكرتها مع التلفاز بدأت مع قناة الشباب وكانت تتابع القليل من المسلسلات والافلام المصرية باللونين الاسود والابيض، لكنها بحكم صغر عمرها في ذلك الوقت، كانت معظم البرامج التي تتابعها بالألوان. فيما علقت تمارة على الموضوع بانه «مع الاسف نعيش اليوم في واقع اسود وابيض مع ان ذكرياتنا السابقة كانت ملونة».
الشاب محمد مكي يرى ان «ايام الاسود والابيض زمن عاشه العراق كثيرا، وان الابيض والاسود الحقيقي افضل من الملون المزيف». محمد وحيد يرى ان «ايام الاسود والابيض هي ايام الطفولة والحصار وافلام السهرة والذاكرة التي نسترجعها دائما»، مبينا انه «نحن نلون الايام والاشياء رغم لونها الاسود لكوننا شعب يحب السعادة، حتى الكاميرا التي بدأت بالأسود والابيض نحن نراها ملونة».
جواد كاظم عضو الهيئة الادارية لجمعية الطوابع والمسكوكات العراقية، قال لـ(المدى) انه «حين سكنا بغداد في الستينيات كانت كل اربعة بيوت يمتلكون تلفازا وكنا نجتمع اوقات اذاعة افلام الكارتون، وكان الشباب يجتمعون في مباريات كرة القدم، والكبار يجتمعون في وقت اذاعة الاخبار المهمة، والعوائل تجتمع في اوقات السهرة ليلا، وكنا نتابع المسرح ايضا واخبار جريدة الرياضي من خلال التلفاز الاسود والابيض».
وذكر انه «اليوم نعيش في وقت سريع، وفي اليوم الواحد تعرض فيه مسلسلات عديدة وبرامج كثيرة، فيما كنا نعتبر ان هناك نصرا اذا شاهدنا حلقتين من برنامج واحد في يوم واحد»، لافتا الى ان «ايام الابيض والاسود كان فيها الوضع هادئا ومستقرا وكنا نستغل الوقت في تفسير قصائد الشعر والمسرحيات والافلام والنقاش فيها، اما اليوم لا نستطيع ملاحقة كل هذا الزخم الذي يقدمه التلفاز».العديد من زوار المعرض التقطوا صورا مع شاشات التلفاز التي عرضت في مدخل بوابة قاعة معرض العراق الدولي للكتاب، وتبادلوا الاحاديث عن ذكرياتهم مع هذه الشاشات وما كانت تعرضه ايام زمان، واحتدمت النقاشات حول تلك الايام ووقتنا الحالي، وايهما هو الاجمل، متمنين ان تكون ايام الاسود والابيض حاضرة بما تحمله من جمال وأمان وراحة للعائلة العراقية.