زين يوسف
تصوير محمود رؤوف
في اليوم الرابع من فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب احتضنت قاعة الندوات، حديثا عن المفكر هادي العلوي بعنوان «هادي العلوي: متصوف بغداد وعاشقها»، تحدث فيها استاذ الفلسفة في كلية الآداب بجامعة الكوفة د.زيد عباس الكبيسي واستاذ ورئيس قسم الفلسفة في الجامعة المستنصرية د.علي المرهج وأدارها الاديب سعدون هليل.
في البدء قدم مدير الجلسة نبذة مختصرة عن المفكر ومؤلفاته وفي سؤال للدكتور زيد الكبيسي عن قراءته للعلوي، ذكر ان «عنوان ورقتي التي سأقدمها اليوم هو «الهشاش البشاش» وهذا المصطلح يقتبسه العلوي ونحن نستعيره وهو يقتبسه من ذنون المصري والهشاش البشاش يعني انه يملك شخصية سمحة خالية من عقد رجال الدين وشمخرة اهل الدولة واهل المال وتعالي المثقفين على العامة، ومن هذا التعريف نستطيع ان نصف شخصية هادي العلوي بأنه المتصوف المعارض الذي يساوي في تعريفه المثقف الكوني وهذا المثقف يقف دائما في مواجهة مهيمنات وهي هيمنة رجل السياسة وسلطة رجل الدين وسلطة المال لذا فمفهوم المعارضة في عرف هادي العلوي هو مقام من مقامات الصوفية».
وحول كتاب مدارات صوفية لهادي العلوي تحدث المرهج قائلا «اعتقد ان من الصعب ايجاد علاقة بين الصوفية كرؤية نظرية والصوفية التي يقصدها هادي العلوي ولربما يختلف هادي العلوي عن الكثير من التيارات الماركسية العربية ويختلف عن جلال العظم وعن توفيق سلوم وربما يختلف معهم في الكثير من مفاصل كتاباته والكثير من آرائه، وقد قام العلوي بالانتقال من مفهوم الشيوعية الى مفهوم المشاعية ويعتقد ان مفهوم المشاعية هو الاصح استخداما».
ويعتقد المرهج ان «الماركسيين مثل حسين مروة وصادق جلال العظم تأثروا بالجانب المادي ونحن جميعا نتصور ان اهمية الماركسية تكمن في التفسير المادي للتاريخ أو اهمية العامل الاقتصادي في معرفة التاريخ لكن ما يشتغل عليه هادي العلوي شيء مغاير، ماركسية العلوي كانت فيها الصدفة وليس القراءة فقط بمعنى انه حينما حورب في العراق وذهب الى الصين ليعلم العربية تعرف هناك على الكونفوشية وعلى التاوية وهو من اوائل الذين ترجموا كتاب التاو الكتاب المقدس عند التاوية».
ويؤكد المرهج ان «العلوي يفصل بين العالم والمثقف والعالم هو الخبير في مهنته ولربما يكون هناك عالم ولكنه ليس مثقفا ولكن المثقف الفاعل في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية واعتقد يقترب من مفهوم علي الوردي للتفريق بين مفهومي المتعلم والمثقف والمتعلم هو الذي يعلم علما ما ولكن المثقف هو الذي يدرك تحولات هذا العلم والتحولات الكونية في العالم والحياة ودور المثقف فيها».
وعن عدم تحول كتابات العلوي لمدرسة تاريخية تحدث الكبيسي وقال «ان تكون مدرسة في قراءة التاريخ هذا أمر يحتاج الكثير من العمل ويحتاج ان نفهم هادي العلوي لان العلوي غير صوفي بمعنى الصوفية كما هو في ذات الوقت ليس شيوعيا بالمعنى النظري للشيوعية».
وبين ان «العلوي يعيب على الحلاج اشتغاله في السياسة ولا يعتبر الحلاج من مشايخنا ولكنه يشيد بعبد القادر الكيلاني لاشتغاله بالمعارضة»