0%

في لقاء مع الجمهور.. إبحار بتاريخ الأديان والحضارات…المفكر السوري فراس السواح: الرغيف الذي نأكل نصفه ونرمي نصفه الآخر بالقمامة هو صانع الحضارة

بسام عبد الرزاق
تصوير محمود رؤوف

في لقاء مع الجمهور اقيم على معرض العراق الدولي للكتاب، ندوة للمفكر السوري فراس السواح، ابحر فيها في تاريخ الحضارات والاديان، وادارها الروائي علي بدر، الذي رحب بحفاوة بالسواح قائلا اننا نحظى بتشريف كبير اليوم حين يكون حاضرا بيننا الاديب والباحث في تاريخ الاديان والفلسفة  الذي كتب عن تاريخ الاساطير وصاحب الكتاب الذي احدث ثورة فكرية.

وقال السواح ان «الكتابة ظهرت في اواخر الالف الثالثة والالف الرابعة قبل الميلاد في سومر، لكن عصر التدوين في بلاد الرافدين تأخر حتى اواسط الالف الثالث قبل الميلاد، بداية الكتابة شيء وعصر التدوين شيء آخر، ولنأخذ الثقافة العربية مثلا، متى بدأ عصر التدوين في الثقافة العربية؟ في القرن الثاني الهجري، وفي القرن الاول الهجري في العصر الاموي لا توجد لدينا مدونة واحدة ابدا، ومع بداية العصر العباسي بدأ عصر التدوين، ودائما عصر التدوين يتأخر عن الكتابة، فعصر التدوين في بلاد الرافدين وفي سوريا تأخر حتى اواسط الالف الثالث قبل الميلاد».

واضاف انه «مع عصر التدوين يبدأ تدوين الاساطير اي التدوين الادبي، الاسطورة هي اول شكل من اشكال الادب المدون والمروي ايضا، فبدأ تدوين الاساطير السومرية، لكن تدوين الاسطورة لا يؤشر الى تاريخها لان من الممكن هذه الاسطورة قد تم تداولها قبل ذلك بعدة قرون، وهبوط عشتار الى العالم الاسفل دون بالنصف الثاني من الالف الثالث قبل الميلاد، لكن لا شك ان هذه الاسطورة كانت لها اشكال مروية قبل ذلك لا نعرف ما هي».

وتابع ان «الاساطير ما قبل الكتابة لا نستطيع الا ان نتكهن بها، وفي العصر الحجري الحديث نرى اعمالا فنية ودمى طينية، لدينا مادة بصرية وليس مادة مكتوبة او مسموعة، ولا نعرف نحن منقطعون عن هذا العصر ويجب ان نستنطق الاثار المادية لكي نعيد بناء الوسط الفكري الذي يشتمل على الديني بشكل رئيسي».

وأكمل السواح ان «البشر متشابهون لكن هناك ظروفا مادية تظهر في منطقة من المناطق تجهز وتحضر للنتاج اللامادي، ويمكن ان تكون هناك صدفة صغيرة اثرت على تاريخ البشرية، كيف نشأت القرى الاولى في بلاد الشام مثلا؟ نشأت بالصدفة خلال عصر ما قبل العصر الحجري الحديث استقر الانسان قرب حقول القمح البري وبدأ يحصد ويطحن ويصنع الرغيف، الرغيف هو صانع الحضارة التي نعيشها الان، هذا الرغيف الذي تأكل نصفه ونرمي نصفه الاخر بالقمامة هو صانع الحضارة، وبعد ان تعلم كيف يحصد القمح تعلم كيف يزرعه».

وذكر انه “اعتقد ان من قام بالنقلة الحضارية هي المرأة لان الرجل عندما استقرت الجماعة هو لم يستقر وبقي صيادا، ومن استقر في الارض هي المرأة واولادها ولاحظت ان هذا القمح البري يمكن زراعته وهي من قامت بالتجارب الزراعية الاولى لانها مستقرة في الارض والرجل قد يغيب كثيرا ثم يعود، واستقرار المرأة ساهم بالكثير من الاكتشافات من بينها الزراعة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top