زين يوسف
في اليوم الثاني من فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب احتضنت قاعة الندوات على ارض المعرض ندوة عن المفكر هادي العلوي بعنوان «سيرة وذكريات مع هادي العلوي»، تحدث فيها المفكر حسن العلوي وأدارها الاعلامي كريم حمادي.
في بداية الندوة سأل مدير الجلسة عن بداية حسن العلوي مع شقيقه حيث قال «»السيد في وقتنا قديما كان يجب ان يتزوج على زوجته وابي لانه سيد فعل ذلك وكان جميلا جدا، فتركته والدتي وذهبنا الى بيت جدي، وفي مرحلة ما هادي كان متدين جدا، وكان اذا اراد ان يشتري جهاز الراديو على سبيل المثال فيأخذ الاذن من المرجع الديني في النجف، وكان مسؤولا عني وكان زاهدا في كل شيء وكان يعتبر نفسه بمثابة الاب لي، متعفف وزاهد عن الحياة على العكس مني، وكان هادي يستخدم الراديو فقط للاسباب الدينية ومن ثم يخفيه علينا كي لا نستمع الى الاغاني كان دكتاتورا في هذا الامر ولم يكن ليبراليا، واعتقد ان الماركسية هي بدلة جاهزة لهادي العلوي، كما ان لا احد فهم الاسلام كما فهمه هادي العلوي الا طه حسين وهو كان متأثرا جدا به»..
وأكمل «عشنا متناقضين ثم توفت والدتي في الوقت الذي كان هادي ذاهب ليستلم راتبه، فقال أي قدر هذا الذي كتب على والدتي، وبقي حزين الى حين وفاته لكنه لم يستوعب رحيلها، وكان لذلك اثر في تحوله من التدين الى الماركسية، كان لوفاة والدته أثرا نفسيا كبيرا «.
ويؤكد «عشنا معا طوال عمرنا وافترقنا بعد ان تخرجت انا وتعينت في حديثة وهذا اول فراق بيني وبين هادي، انا كنت في حزب البعث وهو في الحزب الشيوعي فاصبح بيننا خلاف فكري ولم يكن خلافا شخصيا»..
وعن الخلاف الفكري بين الشقيقين قال حسن العلوي « حدث وفاة والدتي هو الذي غير وضع هادي واستمر الى اللحظة الاخيرة، هو كان ضحية والدتي لانه لم يتقبل وفاتها، عندما تزوج قال لزوجته ان المرأة لا يجب ان تغير ملابسها اكثر من مرتين مرة في الصيف ومرة في الشتاء، كان يأخذ جزءاً بسيطاً من راتبه ويوزع الباقي على الفقراء، هادي كان يجذبه الفقر، ومن هنا كانت الماركسية هي ملاذه الوحيد، ولولا وجود الماركسية لصنع هو بنفسه الماركسية»..
وفي سؤال عن زهد هادي العلوي وكيف أثر في عملية ظلم ما انتجه من فكر أجاب حسن العلوي «كان هادي يتصور ان كل شخص ليس شيوعياً هو مع الرأسمالية، في مرة اعطيته كراس وقطعت اسم المؤلف وطلبت منه ان يقرأ الكتاب وبعد ان قرأ الكتاب قال لي يجب ان تتعلم انت من هذا الكتاب واطلب من البعثيين ان يقرأوه وهو لم يكن يعرف ان الكتاب لعبد الخالق السامرائي، فقال هل هناك بعثي يكتب بهكذا فكر؟ لذلك أثر ذلك كثيراً عليه وعلى ما ينتجه من فكر.
وعن سبب كره هادي للبعثية تحدث حسن قائلا» من الممكن ان تكون افعال البعثية هي السبب، لان القوى البعثية هي التي واجهت الشيوعيين، وكانت هي افضل حالات التلاحم البعثي الاسلامي بعد ثورة 14 تموز ضد الشيوعيين، وأدى ذلك الى كرهه لهم، وكانت ثقافة هادي اسلامية وبقي هو الشيوعي الاسلامي، لم يترك الاسلام، بقت كتاباته داخل الاطار الاسلامي، كان يبحث عن الماركسية في الاسلام»..
في محور حياة هادي وتحمل زوجته وبقائها معه حتى وفاته قال حسن العلوي “المرأة العراقية بشكل عام تتحمل ووالد زوجته كان رجل فاضل جدا، وكانت حالة عائلتها المادية جيدة، لكنها تحملت وصبرت ويجب ان لا ننسى انه حرمها ايضا من الامومة وكان يرفض ان يكون لهم ولد او بنت، ويقول لها هناك اولاد حسن لكنها كانت تقول هؤلاء اولاد حسن وليسوا اولادك وكان يرد عليها مصرا على رأيه هذا حتى وفاته، عاشت معه وتوفت بعده مباشرة، عندما توفي عام 1998 ودفن في مقبرة الغرباء في سوريا”.