0%

المشاعية والتصوف نقطة التقاء هادي العلوي بشيخه المعري

زين يوسف
تصوير: محمود رؤوف

ضمن فعاليات قاعة الندوات في معرض العراق الدولي للكتاب وخلال الجلسات الثقافية كانت هناك ندوة مخصصة لفكر هادي العلوي بعنوان «هادي العلوي وشيخه المعري»، تحدث فيها رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب الناقد علي الفواز واستاذ اللغة العربية في جامعة ديالى د. مكي نومان وأدار الندوة الناقد د.احمد الظفيري.

قراءة العلوي للمعري وتأثره به كانت بداية حديث الفواز حيث قال ان «استعادة العلوي بوصفه مفكرا وباحثا تجعلنا نقترب من المناطق التي اشتغل عليها العلوي وحفر فيها، واعتقد ان هناك الكثير من السمات المشتركة بين العلوي والمعري سمات في الشخصية والمواقف والميل الى العزلة والتمرد والرفض واعتقد ان هذه السمات التي تمتع بها المعري بوصفه شخصية اشكالية في عالمنا العربي والاسلامي، فالمعري كان شاهدا على لحظة تأريخية مفارقة في الدولة الاسلامية العباسية فهو اطلع او ربما قارب الصراع الكبير ما بين الفاطميين والحمدانيين».

واضاف ان «هذه السمات جعلت العلوي يأخذه شيخا له لان العلوي ايضا كان شخصية ميالة الى العقلانية والعزلة والتصوف بالاضافة الى ميله الى المشاعية وكانت هذه النظرية المشاعية الكونية التي يمتلكها العلوي قد وجدت انموذجها في المعري وهذه الى حد ما هي اقرب القضايا التي جمعت المعري بهادي العلوي».

وذكر ان «العلوي يصف المعري ويقول انه المعبر الامثل عن منحى التنوير في الاسلام لانه جمع مقومات المفكر الحر والمناضل الاجتماعي وكأنه يستحضر قول الجواهري بالمعري حين احتفى فيه قائلا (أحللت فيك من الميزات خالدةً، حرية الفكر والحرمان والغضبا)، وهذه الصفات التي يتمتع بها المعري تعني انه كان عقلانيا ناقدا غاضبا أما نقده وسعة معارفه بالشؤون المتعددة لم يقف أمامه حائل او لم تقف أمامه سلطة».

ومن جانبه تحدث د. مكي نومان عن تأسيس العلوي للمعاجم قائلا «قد لا يعرف الكثير من الناس ان المفكر هادي العلوي واحدا من المعجميين العراقيين المنسيين، وانا اقول هذا باطمئنان لانني قريب من العمل المعجمي العراقي الحديث وعندما نسأل اي احد يجيبون بان العلوي ليس لديه شيء في هذا المجال على الرغم من انه الف في المعجم الحديث بحدود خمسة معاجم فضلا عن مقدمة وهناك ستة معاجم اخرى مخطوطة ومسودات تنتظر من يقوم باحيائها، ومن المعاجم المخطوطة للعلوي هناك معجم خاص بالفلك والجغرافيا ومعجم اخر يخص الحيوان وغير ذلك من مدونات المعجم التي نحن بحاجة ماسة اليها».

وبين ان «العلوي في اكثر من مرة قال انه اطلع على المعجمية العربية القديمة ولذلك انا اصف هذا الرجل بأنه عبقري لغوي لأنه ليس مختصا بالعربية وانما هو خريج كلية الادارة والاقتصاد وهذا الاختصاص بعيد جدا عن اللغة لكن هذا الرجل بعبقريته وثقافته نراه يترك الاقتصاد ويذهب الى جانب اللغة ويؤلف لنا معاجم ذات أهمية كبيرة جدا في الاختصاص».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top